تبقى لؤلؤة الجيوان وحدها في الطاس الأول من الطاسات النحاسية الأربع التي يميز بها خبير اللؤلؤ بين أحجام اللؤلؤ، تبقى لأنها الأكبر، ولو أعاد الخبير الغربلة فسوف تبقى هي في الطاس الأول أيضا، يميز الخبير بين اللؤلؤ فتنماز الجيوان كاملة الاستدارة والبريق واللمعان، وتبقى الجيوان سيدة اللؤلؤ مهما تكررت عمليات التمييز والفحص والغربلة.
لولا التمييز لما عُرف الفرق بين لؤلؤة وأخرى، وكل الذي في الطاسات الأربع هو لؤلؤ ثمين والثمين درجات، ولولا التنافس لما مايزنا بين أول وأخير، ولولا التنافس ما رأيت بيننا ذي جدّ وما رأيت من دؤوب، لكنه التنافس يصهر الحجر فينماز معدنه عن شائبه.
وجائزة مكة المكرمة للتميّز مثال يحتذى في دفع عجلة الحياة، تشجع على البحث عن الأفضل فالتميّز لا يتوقف عند حوافّ العادي من الجهد، وتشعل التنافس فمن يبحث عن المقدمة لا يتثاءب، وتمنح الثقة فإن لكلمة الأمير والمدير والخبير شروق في النفس لا يخبو، وتكافئ المجتهد من الناس فليس عنده بأعذب من كلمة أنت متميّز.
وهذه جائزة مكة المكرمة للتميز تختار صحيفتنا الغراء، ويتم تكريمها وتكريم رئيس تحريرها للعام الثالث على التوالي، اعترافًأ بدورها الإعلامي في رعاية الجائزة، لتستمر بمشيئة الله محدثّة خطواتها وآلياتها، منطلقة تتسنّم القمم خدمة للوطن وتعظيما لمقدساته، وبينما كنت أتأهب لتهنئة أخي عبد الله الزهراني وإذ به يسبقني مهنئا في بادرة أخوية لا تستغرب من جاد دؤوب مثله.
محمد بن ربيع
أحسنت .. وسرني تسابق : الزهراني والغامدي .. عفواً : الغامدي والزهراني بالمباركة .. بارك الله بكما ، ونفعنا بكما .. قولا : آمين ..
ما أجمل حبر قلمك يا ابن ربيع !
وفقك الكريم .. خشمك ..