تجلت شمس المجد على أرض شموخها فأشرقت بنور العلم جبالها واتسعت بحنين الشوق و ديانها .. فحط العز رحاله بميدانها .. إنه ( المريفق ) المكان الذي تخطت على أرضه عزائم الرجال وانطلقت من منابره همم الأبطال ..
آباؤنا و قبلهم الأجداد شيدوا لبنات مجده على أساس اكتسب قوته بإلإيمان و متانته عززها الإحسان .. فعمّروا للعبادة مسجدا فيه إلى الله يتقربون ومن بهوهِ إلى أعمالهم ينطلقون و على شرفاته يتأملون وفي جنباته يتفيؤون .. ففتحوا أبوابه للتعلم كذلك حتى كان المريفق من أوائل قرى الطائف التي شيدت للتعليم صرحا بارزا في عام 1373هـ قبل خمسة وستين عامًا .. فكان التعليم غريبًا آنذاك عليها و أهلها غريبون عليه لاسيما أنّ حياة القرية تدير عجلتها أيادي الأبناء و مصدر معيشتهم يأتي بكفاح الكبار و كدح الصغار فجميعهم يتعاونون لتوفير الأمن المعيشي لأسرهم .. وحين وجد الأبناء مساحة لأخذ العلم تسابقوا إليه ومن ضاقت بهم السبل للوصول إلى تلك المساحة تمردوا على شرعية الكدح ليتقفَّوا أثر التعليم أينما حلّ درسه .. هكذا كان نشاط المريفق و كذلك كان كفاح أهله ..ليتقدم العلم بابن المريفق وابنته مع موجات الزمن في فضاء الطموح إلى مواقع الريادة و الفكر و السياسة .. فأبعدت الأماكن هؤلاء عن مرابع صباهم الفسيحة لتستقر بهم في ضيق المدنية المكتظة ..
إلا أن الأبناء عاد بهم الشوق ليجمعهم بحنين ذلك الزمن الذي احتضنهم فيه شموخ المريفق ..
انتعش المريفق الهادئ حينما ارتفع صوت الآذن من أعالي المآذن ينادي لصلاة الجمعة و ازداد رحابة عندما تناقلت قمم جباله أصداء صوت الخطيب .. و تراقصت طيوره طربا مع ألحان شيلات الوطن .. ليسجل قلم الوفاء بسجل تاريخ المريفق أن العشق تجمعه القلوب في قلب المريفق.
0