تعود معرفتي بالكابتن غازي احمد باديب لسنوات طويلة ،، عن طريق الزميل والصديق شقيقه عدنان تغمده الله برحمته والذي عرفته من خلال العمل الصحفي ثم بدأت العلاقة في ١٤٠٠هـ وتحديدآ عندما انتقلت من صحيفة البلاد للندوة المرة الأولى ١٤٠١هـ كنت اتواصل مع الكابتن غازي عبر الهاتف واراه في مرات متباعدة في بعض المناسبات وعرفت الكثير عن الأسرة عبر الصديق العزيز عدنان وعلاقتنا التي استمرت حتى يوم وفاته تغمده الله ووالدي برحمته ، دعاني الكابتن غازي لحضور توقيع كتابه ( الطيران بجناحي عاشق) ٢٦رجب ١٤٣٨هـ ٢٣-٤-٢٠١٧م في جدة الا انني لم اتمكن لوجود ظرف طارئ في مكة . ثم قام مشكورآ ببعث الكتاب لي الى مكة المكرمة ،، رغم معرفتي بجوانب عدة عنه واسرته وشي من تاريخه في الطيران الا انني وقفت مندهشآ مما وجدته من قصة وسيرة ومواقف خلال حياته بداية من مكة المكرمة والعديد من المواقف التي كان اكثرها غير معروف لدي وبقيت حتى انهيت قراءة الكتاب الذي اسعدني جدآ ووجدت فيه الكثير من الذكريات والصور خلال حياته بل عرفت مالم اكن اعرفه اواتوقعه ،، وقد وفق في اعداد وجمع مادة الكتاب رغم انه اول مؤلف له فقد وجدت ذكريات ومراحل نصف قرن تشير الى اهتمام الكابتن بالتسجيل والتوثيق والذي ظهر في الكتاب الى جانب احتفاظه بعدد جميل من الصور في فترات مختلفة ومتباعدة
حتى انني اعدّ الكتاب مرجعآ ليس فقط للعاملين في الطيران بل لمن اراد ان يقف على قصة كفاح وتعب وجهد ونجاح وتميز ،، لقد قضيت ساعات جميلة مع حياة الصديق غازي ورحلة حياة تخللتها متاعب وافراح نجح المؤلف في رسم صورتها واعطى اصحابها حقوقهم وكان صادقآ في رسم الصورة كما كانت بظروفها وطبيعتها دون ان يغير منها او يضيف عليها وهو ماعرفته من خلال ماوقفت عليه عن طريق شقيقه عدنان رحمه الله ،، لقد نجح كابتن غازي في وصف الحياة الأجتماعية تلك الفترة في مكة المكرمة بتفاصيل دقيقة وتسمية ابطالها من اصدقاء واقارب وهو مايعطي المادة اهمية وقبول لدى القارئ
فقد ظهرت الصورة كما يعرفها جيل تلك الأيام دون ان يتدخل فيها بما في ذلك قصة والده رحمه الله وملازمته لحوالي عام للحرم الشريف والتي عرفتها اول مرة ودور والدته رحمها الله واسرتها وزوج والدته وظروف تلك المرحلة التي لم يترك اقل التفاصيل لها وهي وصف نوعية الطعام والحياة والمنازل وغير ذلك من تفاصيل ربما لايهتم بها كثير ممن كتبوا والفوا عن سيرهم ،،
ماذا اقول بعد كل ماذكرت وهو موجز لتاريخ مضئ وسيرة صادقة سوف تبقى مرجعآ لزملائه وتلاميذه في الطيران وقبل ذلك توثيق لمرحلة هامة في مكة المكرمة وجدة بتفاصيلها
ورجالها وسيداتها ،،،
كابتن غازي اليوم سجلت لنا اضافة ستظل بأذن الله من شواهد العصر بكل ماكان فيه ،،، من اسرته ومن التقاهم من كبار المسؤولين خلال رحلته الطويلة والعديد من الوثائق
ومن تحدثوا عنه ممن عرفوه وهم ايضآ شهرد عصر ومرحلة ،،،
خالد محمد الحسيني