الحالمون هم الذين يغيرون العالم.
إن الحالمين يغيرون العالم؛ لأنهم يغيرون الواقع المعاش. فحيث يقبل كثيرون ما تعودوا عليه في واقعهم، يكون الحالمون يأملون لواقع أفضل، ثم يعملون لأجله، فالحالمون لا يرضيهم واقع ما، فيعملون على خلق وقائع جديدة تكون فيها الحياة أفضل وأسهل وأيسر.
فالأنبياء هم حالمون بواقع أفضل، وكذلك المصلحون والمخترعون والمكتشفون والمفكرون، من أجل المصلحة الإنسانية الأعم.
على أن الحالم سيبقى مجرد حالم مهما عظُم خياله، وتعبقرت أفكاره، إن لم يقدم على تنفيذها، وهذا التنفيذ يحتاج شجاعة. إن كامل الحضارة الإنسانية انتقلت من واقعها الأول إلى واقع متقدم بفضل امرأةٍ أو رجلٍ جرءا على المضي في تنفيذ أحلامهما، مهما تكالبت الاعتراضات وتعالى الرفض.
وأود التذكير أن التغيير ليس ضروريا أن يكون مذهلا، أو دراماتيكيًا، أو بخطوة كبرى عملاقة إلى الكواكب، وليس بالضرورة أيضًا أن جللًا او مهيبًا. إن مجرد تغيير مهما صغر للأفضل سيؤثر على من قام بالتغيير أولًا، ثم بأهله، ثم بأصحابه ثم يسري من مجتمعه الصغير إلى المجتمع العالمي.
لم لا؟
أليست قوانين الطبيعة زرعها الله في ضمير الكون؟ أليس من ضمن قانون ديناميكا الهواء الرياضية بأن جناحٓي فراشة يهفان في الأمازون يمكن أن تسبِّبا إعصارًا في الكاريبي؟!
كل شيء يبدأ صغيرًا .. أو من الأفضل أن يبدأ صغيرًا.
فلا تخجل، ولا توارِ أفكارك.. مهما صغُرٓت!
نجيب عبدالرحمن الزامل