ما أقوى مكونات كتاب معارف الماضي وتصاميمه وما أعمق أفكار مؤلفيه..و ما أبعد أهداف منهجه ..و ما أغزر معلومات محتواه..جودته عالية و مهاراته متكاملة ..لم يحظَ كتاب ذلك الزمان بأرفف التنظيم و لم يجد أدراج الحفظ .. لكنه كان قويًا صامدًا تحت كل الظروف و لم تنهار قواه حينما قست عليها تقلبات ذلك الزمن ..
احتضنت الكتاب الأيادي_وهي البريئة_ بألم التهديد لتتحرك كل مشاعر الخوف نحو المحافظة عليه فأمسى كتابهم بالاهتمام محفوف و من المساس بحرمته محفوف..فمن أساء الأدب لكتابه تكالبت له المنغصات
و أقامت عليه مدرسته العقوبات ..
لكن أبناء تعليم اليوم إلتقطوا كتابا ضَعِيفًا… أغلفته لا تقاوم الأزمات و أوراقه تخترقها تحركات الأقلام ..
و محتواه لا يلبي الحاجات .. فما أعطي الكتاب حماية و لا وجد في نفوس النشء مكانة .. وليست بعيدة عنّا حادثة تمزيق كتب مدرسة ” تبوك ” الشهيرة و التي أحدثت ضجيجًا إعلاميًا واسعًا و أخذ الحدث مساحات كبيرة على كافة وسائل الإعلام عندما أزاح التعليم قائد المدرسة بقرار الإعفاء الذي خرج عن إطار الحكمة و كسر حواجر القانون …
نَحْنُ نرفض ذلك السلوك الذي قام به بعض طلاب تلك المدرسة و تناقلته وسائل التواصل الإجتماعي ..لكنك يا معالي الوزير أعطيت طلاب المدارس صلاحية التمزيق لإعفاء قادة مدارسهم ..فسنرى هذه الحادثة تتكرر لينتزع الطلاب قرارًا مشابهًا لإعفاء قائد آخر .. فيصبح إعفاء قادة المدارس مرهونا باستخدام الطلاب لصلاحية التمزيق ..
0