المقالات

إنها قلوبٌ كسيرة

نعيش في عالم فيه قلوبٌ كسيرة، والسبب وعود مكسورة.. العالم يطفح بكثرة الوعود، ولكنه أيضا يفيض بنقض أكثر تلك العهود.
عهودٌ تبدأ من أبسط الأشياء: تعِدُ صديقا أن تهاتفه في الغد، ثم لا تفعل، نسيت رغم حرصك، أم تعمدت المجاملة، أم أهملته، هم سواء بالنسبة إليه. إن انتظر المكالمة منك ولم تأتِ فسينكسر قلبُه، سيشعر أنك لا تعتبره شيئا في حياتك، لأنك لا تنسى الأشياء المهمة التي تخصك. وسيشعر بالإهانة والتقليل وهما جرحان مؤلمان يغوران في جسد الكرامة الفردية.. فكيف عندما ننقض عهودَ الحبّ والزواج، والشراكة الحياتية، والشراكة العلمية، والشراكة التجارية.. إن قلوبا ستنكسر، ومصائر ستتغير، وأنفسًا ستتوه وتضيع.
نضع الوعودَ في العقود للعاملين والعاملات ثم ننقضها ونتحايل على نصوصها، فتنكسر القلوبُ والمبادئ والشرف والنظام والقانون، واحترام الإنسان للإنسان. وموظفون كبار يقومون على خدمة الملايين ويعدونهم بجنة عدْن حيث المنِّ والسلوى، وإذْ أبعد ما ينالونه هي الجِنات، بل تتعقد حياتهم الأرضية أكثر، فتنكسر القلوبُ، وتضيق وسائلُ الحياة، ويشتعل الغضبُ والاحتجاج، وتضعف عُرى الأمة..
كلها وعود مكسورة. اقرأ التاريخ.. لم يمرض البشرُ عقليا، ولم تتدهور مجتمعاتٌ، ولم تتهاو أركانُ أممٍ إلا بسبب وعودٍ مكسورة.
الحلّ: أن نجبر تلك الكسور!

نجيب الزامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى