تتوالى البطولات وتتابع الأحداث في الفترة القريبة الماضية، ليبرز دور المرأة في مملكة الإنسانية، المملكة التي حفظت قيادتها حقوق المرأة، لما تمليه علينا الشريعة الإسلامية التي تتخذها الدولة منهاجاً ودستوراً، إذ في حفظ الحقوق ضمانة للعدل والمساواة التي نشهدها، والأمن والسلام الذي نعيشه في وطن الخير والحزم، والحديث يطول عن بطولات المرأة السعودية ومشاركاتها الفاعلة في سوق العمل، في زمن تتابعت فيه الأحداث المتراكمة، للحالة الإقتصادية التي يعيشها الوطن العربي، والنهج التصحيحي الذي نلمسه واقعاً في مجتمعنا، ما يدعونا للتفاخر بأننا أمة كادحة على لقمة العيش، وبما يؤكد الحاجة المستقبلية إلى هجر مكاتبنا الفارهة والنزول لميادين العمل، لنبرهن لهؤلاء بأننا عصاميون بأيدينا المنخرطة في سوق العمل المعاصر، بعد أن كنا متهمين بالبحث الجاد عن الوظائف الفئوية العليا في سوق العمل، والأمثلة كثيرة عن شبابنا الواعد بمشيئة الله تعالى، ولنا في محلات الأطعمة والمشروبات وعرباتها المتنقلة، المنتشرة في المجمعات التسويقية وبجانب الشواطئ والمحتفلات، والتي يدير شؤونها بكل ثقة وفخر شباب الوطن، وفي ذلك خير شاهد ودليل على تفاعلنا مع الرؤية المستقبلية للمملكة، التي شرحها سمو ولي ولي العهد رئيس المجلس الإقتصادي الأمير محمد بن سلمان في تفسيره لرؤية المملكة: (إننا نمتلك كل العوامل التي تمكننا من تحقيق أهدافنا معاً، ولا عذر لأحد منا في أن نبقى في مكاننا، أو أن نتراجع لا قدر الله، رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر، سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح، في المرتكزات الثلاثة لرؤيتنا المبنية على العمق العربي والإسلامي، والقوة الإستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الإسلامي الأستراتيجي)، نعم وفي ذلك من وجهة نظري صافرة البدء لإنطلاقة شباب الوطن بجميع فئاته العمرية والمعرفية، للخوض المطمئن في المشاريع الإستثمارية الصغيرة والمتوسطة، والتي بعون الله تتنامى وترتقي لبناء كبرى الشركات الإقتصادية، المدعومة بعد توفيق الله، بسخاء الدولة وتشجيعها اللامحدود، ولحواء بلادي الدور الملموس في الإنخراط في سوق العمل، بما يضمن لها لقمة العيش الرغد، الذي يحفظ ماء وجهها عن السؤال، ولنا في صانعة شاهي الحطب على الطريق العام في مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام وإبنتها ذات المؤهل الجامعي، ومثيلتها في محافظة جدة، التي هجرت دراسة علم النانو المعاصر، للتتجه لصناعة الشاهي على الطريق العام، وكذا صيدة بائعة حب الحمام بجوار المسجد الحرام، التي أفادت بأنها تعول أسرتها لكفاف العيش، تلك نماذج من حواء بلادي وغيرهن كثيرات، ممن إتجهن لسوق العمل في المحلات النسائية، اللآتي أثبتت الأيام جدوى مشاركتهن في بيع المستلزمات النسائية، بعد أن واجههن بعض المجتمع بالرفض المعلن والخفي، وحفظت لهن القيادة السعودية حقهن في العمل، بما لا يمس بعفافهن وحجابهن الذي شرعه ديننا الإسلامي الحنيف، والحديث يطول عن دورهن الفاعل في سوق العمل، ذلك الدور الذي جلب لهن بعض العنف من ضعاف النفوس في مجتمع الذكور، وبكل أسف تحملن الضيم في سبيل لقمة العيش الشريفة، وتتابع أحداث الإعتداء عليهن من بعض مسؤولي البلديات والجهلاء من المارة، والتي تناولتها وسائل التواصل بالصوت والصورة لتصل إلى المسؤولين، الذين نعهد فيهم الحزم وعدم التهاون في حفظ حقوق المواطنين عامة والمرأة خاصة، وآخر أحداث التعدي على الكادحات، ذلك التصرف الأهوج لصافع بائعة حب الحمام، وتوجيه سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بملاحقة المعتدي وتطبيق الأنظمة الصارمة بحقه، والدور الفاعل لشرطة المنطقة في القبض عليه في وقت قياسي، ليمثل لدى جهات الإختصاص، وهنا لا يفوتي الإشادة بدور المرأة السعودية في حفظ الأمن، ورفع الإحداثيات التي ساعدت في التحقيقات الجنائية، بتصوير تلك الفئة الساقطة التي اعتدت بدراجاتها النارية على رجل الأمن في محافظة جدة، وإكرامها من قبل سمو أمير المنطقة، وتلك التي صورت بجوالها بطولات رجال الأمن في مكافحة الإرهاب، كل ذلك لنؤكد للعالم الذي ينادي بحقوق المرأة، بأننا في وطن الخير سلمان، خير من يحفظ للمرأة حقوقها بما شرع الله عز وجل، ولهؤلاء الذين ألتقطتهم الكاميرات في كل الحوادث، التي تداولتها وسائل التواصل وصفحات الإعلام، ولم ينتصروا لصيدة وأخواتها، ونزعوا عنهم نخوة الفزعة المتأصلة في جذورنا، والتي نادى بها ديننا في الحديث: (عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ)، وعبر صحيفة مكة الغراء أسأل الذين لم ينتصروا للحق، أين مكانكم من الرجال أو حتى أنصاف الرجال؟
عبدالرزاق سعيد حسنين