نود في هذا المقال أن نساهم في تشخيص أهم مصادر التلوث التي تتعايش حولنا في بيئتنا، وكذلك إيجاد الحلول العملية للحماية والوقاية من تداعياتها على البيئة وصحتنا، وهي على النحو التالي:
1 – المياه السطحية الملوثة ومصادرها مختلفة قد يكون بائرًا أو كما يحدث من الآبار الاصطناعية التي يتم إنشائها من مجاري العادم والمعالج من محطات الصرف الصحي في كثير من المدن يتم عمل جمع هذه المياه، وتسمى بالآبار الصناعية فقد تكون المياه الصادرة من المحطة عملت لها تنقية ثلاثية، ولكن نجد أن بعض أصحاب الوايتات الذي يقومون بنقل مياه الصرف الخام بسكبها في هذه المجاري فتتلوث مرة أخرى كأنك يا زيد ما غزيت، ويتم بيع هذه المياه بأنها مياه صالحة للشرب، حيث إن استخدام هذه المياه للشرب أو إعداد الطعام هي الوسيلة الأكثر شيوعًا لنقل عدوى الإصابة بالأمراض المعوية والمعدية والوفاة، لكونها ملوثة بالبكتريا والفيروسات وبعض المواد الكيماوية العضوية.
2 – ملوثات المياه الجوفية، تكمن خطورة هذا الملوث بسبب اعتماد فئة من الناس على المياه الجوفية من خلال الآبار المحفورة المكشوفة التي أصبحت هدفًا لمكبات النفايات المكشوفة والمجاري والنفايات الصناعية، وتسرب المواد الكيماوية على سبيل المثال الكليات العلمية التي تستخدم المواد الكيميائية في معاملها وتسكب في مجاري الصرف الصحي أو أي مركز علمي أو المستشفيات بخلاف النفايات الصحية للمياه الجوفية، وتكمن الخطورة الصحية في الإصابة بالسرطان، وكذلك التشوهات الخلقية.
3- مياه الصرف الصحي غير المعالجة خاصة في الأحياء التي لايوجد فيها شبكات الصرف الصحي والأمراض المصاحبة معها مثل ”الكوليرا، البلهارسيا، التهاب الكبد الوبائي، التهاب الدودة الشريطية المعوية”.. إضافة إلى الوفاة.
4- النفايات المشعة ومناجم اليورانيوم التي تستعمل المواد المشعة؛ لتوليد الطاقة لبعض الاستخدامات العلمية والطبية فهل يتم التخلص منها التخلص الأمن من قبل شركات مؤهلة وهل يوجد رقابة صارمة عليها أو يتم إلقائها مع النفايات العامة، حيث يمكن لهذه الرقائق المشعة أن تدخل الجسم من خلال الماء، الهواء والطعام، وتتسبب في أمراض سرطانية أو خلل في الشفرة الوراثية ينتهي ببعض التشوهات الخلقية.
5- التنقيب عن الذهب خاصة في المدن التي تكثر فيها مناجم الذهب فهو من المصادر الخطرة والملوثة، وذلك بسبب استخدام مادة الزئبق ومزجها بالطمي النهري الحامل لخامات الذهب ثم يتم تسخين هذا المزيج على اللهب فيتبخر الزئبق، ويتم استنشاقه في هذه المناطق، وكذلك البيئة المحيطة بها، وهنا تحدث المخاطر الملوثة للبيئة والصحة مثل ”اضطرابات في وظائف الكلى، التهابات المفاصل، اضطرابات نفسية وعقلية وعصبية”. وأكبر الصيحات ما يعاني منه أهالي معد الذهب بالرغم أن الشركات التي تعمل في هذا المجال عليها رقابة جدًا صارمة، ولكن الخوف من العابثين والمستهترين وضعاف النفوس.
6 – صناعة التعدين، يحدث التلوث نتيجة للتخلص من النفايات المعدنية خاصة في المدن الصناعية بشكل عام والتي تحتوي على بعض العناصر الكيماوية السامة، التي تتطاير في الهواء عن طريق الرياح أو تترشح إلى المياه الجوفية أو تلقى في البحار وتستهلك من قبل النباتات والحيوانات أو تدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق أو الملامسة أو الأكل، وتؤدي هذه النفايات إلى مشكلات صحية مثل ”التهابات وحساسية للعين والأنف والحنجرة، أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي، وكذلك بعض أنواع الأمراض السرطانية”.
7- صهر المعادن، يحدث التلوث من هذا المصدر عند معالجة كميات كبيرة من مكونات صهر المعادن خاصة في الورش الصناعية الصغيرة والتي تكثر في الأحياء العشوائية وتصاعد الأدخنة والملوثات الهوائية لبعض الغازات ”ثاني أكسيد الكبريت، فلوريد الهيدروجين، أكاسيد النيتروجين، وغيرها”، وكذلك بعض المعادن الخطرة مثل الرصاص والزرنيخ والكروم والكادميوم والنحاس والنيكل، حيث تستقر هذه الملوثات على الساكنين بجوار هذه الورش وكذلك على المجاري المائية، ومن الأضرار الصحية التي تحدث من جراء هذا المصدر ”الحساسية، والتهييج، أمراض تنفسية، أمراض القلب، أمراض الكلى، أمراض الأجهزة العصبية”.
8- تلوث الهواء الداخلي، يحدث هذا التلوث داخل المنازل عند حرق الفحم في إعداد المعسل الشيشة البخور أو الحطب لأغراض الطبخ والشواء والتدفئة والإضاءة، حيث تتجمع وتتركز هذه الأبخرة السامة ومن أخطرها أول أكسيد الكربون الغاز القاتل الصامت مسببة مخاطر صحية على العائلة.
9 – تدوير بطاريات السيارات المستهلكة، من أجل استخلاص مادة الرصاص منها من خلال تدوير البطاريات وصهرها داخل أماكن تجمع السكان مثل الأحواش والاستراحات، هو في واقع الحال مصدر خطير لاستنشاق هذه النفايات المشبعة بالرصاص، والتي تؤدي إلى بعض المخاطر الصحية مثل ”الصداع، ألم العضلات، فقدان الشهية، اضطرابات النوم”.
10 – تلوث هواء المدن، من خلال عوادم المركبات، السيارات والتي في الغالب يهمل الفحص الدوري للمركبة، المصانع، المولدات الكهربائية، محطات الطاقة، وغيرها هو من الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة حسب تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي ذكر أن هناك ما يقارب من 865 ألف حالة وفاة سنويًّا تعزى إلى التعرض المباشر للهواء الملوث خارج المنازل، إضافة إلى بعض المشكلات الصحية الأخرى ”سرطان الرئة والقلب، الحساسية، الربو، نقص المناعة، التهاب الرئة والجهاز التنفسي”.
كفانا الله شر هذه الملوثات وخطورتها على صحتنا.
د. فهد عبدالكريم تركستاني
أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة