تعد النكتة والفكاهة ملح الشعوب ، وقد تصدر المشهد على مدى سنوات طوال أبناء النيل بحكم تميزهم في الأعمال الفنية ، ومحدودية الانتشار ، ولكن مع مرور الأيام والشهور وتتابع السنين ، وجدنا أن شعب الجزيرة العربية يفوق كل شعب في حضور البديهة وتكلف الابتسامة ، فمع طغيان وسائل التواصل الاجتماعي وجدنا السعودي “ابن الصحراء ” يتصدر المشهد في اقتناص الفرص ، والتقاط المشاهد ، فلا تكاد تمر حادثة حزينة أو سعيدة إلّا وتضج بها المواقع بشتى أنواع التعليقات والتقليعات ، والأحداث خير شاهد على ما نقول .
بيد أن الحدث الكبير الذي تحتضنه المملكة العربية السعودية باستضافة الرئيس الأمريكي ومن معه ، هذا الحدث الذي أبهر البعيد والقريب ، وهو دلالة واضحة على مكانة المملكة الإقليمية والعالمية بصفتها قوة محورية تستطيع في زمن قياسي أن تجمع العالم على صعيد واحد ، وهي رسالة حقة لمن تحدثه نفسه بالتهاون بالمملكة كقوة ردع لا يستهان بها ، كل ذلك تجاهله إعلام العدو المقيت وأخذ يركز على توافه الأمور كانبهار الشعب بالشقراء “إيفانكا” ، وصور الشعب على أنه غريزي شهواني بالدرجة الأولى ؛بل راحوا يؤولون كل حركة للشقراء على أنها استعطاف غير مباشر ممن تكلمه أو تمر بجانبه ، وللأسف انساق خلف هذه الترهات من أبناء البلد وبناته الكثير ، وتناسوا أهمية الحدث وقيمته في دحر العدو وانكفائه على نفسه يجر أذيال الهزيمة والفشل .
تلك القمم التي عقدت بالرياض العاصمة ضربت بسهامها يمنة ويسرة ، للصديق والعدو ، للمتربص والحاسد ، للكبير والصغير ، بأن القيادة الحكيمة تحمل أعباءً الله بها عليم ، وأن الله وهب لهذه البلاد قادة أوفياء ، هم جديرون بتسنم دفة قيادتها إلى بر الآمان إن شاء الله .
حفظ الله بلادنا من كل سوء ورد كيد الكائدين في نحورهم ونصر الله الإسلام والمسلمين ومبارك عليكم الشهر مقدمًا .
د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي
مبارك عليك الشهر المبارك وعلى الأمة العربية والإسلامية .