من عادتنا، أو عادة بعضنا، التفنن في إيجاد المبررات لأخطائنا بدل لوم أنفسنا مباشرة. فيقوم أولئك البعض بسرعة وتلقائية برقية إلى التبرير والتعليق على الشماعات المختلفة على أي شخص أو أشخاص أو جهات أخرى. وهذا أحد أسباب إخفاق المجتمعات، إبتداءً من البيت الذي قد يصل للفراق بين عماديه، الأم والأب، بالتخلص من أخطاء أحدهما ورميها على الآخر؛ إما بأنه مرتكب الخطأ، أو مسبب الخطأ.. ويتعدى ذلك إلى كل مسؤول في دائرة مسؤوليته بالتدرج الهرمي، عندما لا يملكون الجرأة الأدبية والوطنية والإنسانية بالاعتراف بالخطأ..
وبالقياس أرى أنه كلما كان أفراد الأمة في مختلف مقاماتهم وطبقاتهم لديهم القدرة والشجاعة للاعتراف بالخطأ وتحمل مسؤوليته كانت الأمة أكثر تقدما.. والعكس صحيح تماما.
تجد اليابان متقدمة لأن المسؤول الأول حتى ولو كان قد عمل كل ما يجب عمله، وحدث أمر كارثي، يكون هو أول من يخرج ويعلن مسؤوليته وربما أخذته فورة مشاعر المسؤولية فيطعن نفسه بسكين في بطنه.. وهذا ما لا نريده طبعا لبطون بعض مسؤولينا!
أظهرت دراسات وبحوث سيكولوجية أن الذين يخافون من الفشل، من شدة خوفهم، يضعون أهدافا وهمية، أو غير مقاسة، أو غير ملموسة حتى يتجنبوا اللوم وإشارة الأصابع باتهامهم بأنهم مخطئون. والمشكلة الرئيسة في هذا الطيف من الناس أنهم لا يعلمون أنهم اختاروا طريق الخطأ.. من البداية.
أول العلاج والحل يبقى دوما وأبدا هذا الأمر الصعب والسهل.. الاعترافُ بالخطأ.
نجيب عبدالرحمن الزامل