يقول المختصُّون في تعريف علم الجودة – ومن ضمن التعريفات العديدة – بأنها: “عبارة عن مقياس لتمييز المنتج أو الخدمة المقدمة بحيث تكون خالية من أيِّ عيوب أو نواقص، ويتمّ تحقيق ذلك من خلال الالتزام الشديد بالمعايير التي يتمّ قياسها واعتمادها، بحيث تكون قابلة للإنجاز والتحقيق، وهذا كله يقاس على أساس إرضائها للزبائن والمستخدمين..”
ومؤخرا تمَّ اعتماد مؤشرات الأداء النوعي في المدارس، وهي عبارة عن حقول متعددة بدرجات معتمدة؛لضبط العمل في الميدان التعليمي.. لجميع المجالات؛ومنها: مجال القيادة المدرسية،ومجال التوجيه والإرشاد، ومجال نشاط الطلاب، ومجال السلامة المدرسية؛ لتحقيق نتائج مرجوة في العملية التربوية والتعليمية. وهي شاملة للجميع من شاغلي الوظائف التعليمية إلى الكادر التعليمي إلى الكادر الإداري..وتتميز بأنها بمثابة الكشاف الذي يوضح جيدا جميع العمليات المناطة بمنسوبي المدرسة، كما تتميز بعدم تسمية شخص بعينه بل تعمل بروح الفريق الواحد. ولتحقيق الرؤية الكاملة من خلال هذا النظام لابد أن نشير إلى جوانب مساعدة ومعينة إذا أردنا حقيقة نجاح هذه المنظومة الجديدة.. وصولا لأفضل المخرجات.
وإذا أتينا إلى الواقع وأحببنا فعلا أن نطور من أنفسنا بعد إجراء التشخيص المتكامل للعملية التعليمية وتكلمنا بشفافية ومصداقية واضحة تماما وحسب التعريف الوارد في المقدمة للجودة فلدينا الكثير من النواقص والاحتياجات في الميدان التعليمي..فكيف تتحقق مؤشرات الأداء النوعي في المدارس ونحن لم نعد الأرضية المناسبة للعمل.. ونحن لم نستكمل المستلزمات المساعدة والمعينة على القيام بالواجبات الوظيفية..فكم مدرسة ينقصها عددا من شاغلي الوظائف التعليمية؛ من وكلاء.. ومرشدين .. ومرشدين صحيين .. وأمناء مصادر تعلم..ورواد نشاط،وكم مدرسة ينقصها من الكادر الإداري؛ فنرى مدارس مكتظة بالموظفين الإداريين من مساعد إداري ومراقب طلبة..، ومدارس تكاد تخلومنهم، وكم مدرسة تحتاج إلى حارس صباحي وحارس ليلي، وكم مدرسة تحتاج إلى تقنيات حديثة سواء من بروجكترات متطورة، وتلفزيونات تعليمية، وسبورات ذكية وغيرها، وكم مدرسة تعاني من قدم المبنى وتهالكه .. ولابد من إجراء تأهيل شامل فوري، وكم مدرسة مستأجرة..لم نستطع التخلص منها في أوضاع اقتصادية أفضل من الآن..!!
إن وضع معايير علمية وعملية في منظومة مؤشرات الأداء النوعي من جهة واحدة لا يكفي..بمعنى أنه لابد من الاستماع جيدا لمن هم في الميدان التربوي .. فالميدان يحفل بالعديد من أصحاب الخبرة الكبيرة في مجال التخصص..ومن أصحاب التجارب المميزة.. استمعوا جيدا لقادة المدارس فهم يتحملون العبء الأكبر في الربط بين قرارات وتعليمات الوزارة وبين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور..ناقشوهم في همومهم القائمة والحقيقية.. لايكون عليهم التنفيذ فقط دون المحاورة من أجل المصلحة العامة.. استمعوا جيدا للمعلمين فهم حجر الزاوية التعليمية وهم الركيزة الأساس في إيصال المعلومات والمهارات اللازمة للطلاب.. استمعوا لكل من له علاقة بالميدان مباشرة..ابتعدوا عن تصورات المكاتب وعن تهيؤات التنظير.. أعيدوا الصلاحيات الواسعة للمشرفين في تفعيل الإشراف المؤثر فالمشرف التربوي المساعد الأول لقائد المدرسة..والآن المشرف التربوي لاحول له ولاقوة..الجميع أُرهق بنماذج ورقية والكترونية كثيرة بدءا من المعلم وانتهاء بالإشراف التربوي .. كانت من المفترض أن تكون مساهِمة في الأعمال اليومية ولكن للأسف أصبحت تعيق أكثر مما تنتج..وحين يتم فعلا استكمال المتطلبات اللازمة للمدارس من كوادر بشريةومستلزمات تقنية وخدمات مساندة تبدأ هنا الإجراءات العملية السليمة لسير العملية التعليمية. فكلما كانت الخدمات مناسبة كلما كان هناك جودة وتميز في المنتج المدرسي وهو الطالب،والذي هو أساس قيام هذه الوزارة الهامة؛ لتحقيق الهدف المنشود.. فهل نرى مزيدا من الواقعية في برامجنا التربوية والتعليمية في وزاتنا العتيقة..أم يبقى الحال على ماهو عليه..؟
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
بارك الله فيك اخي أبا محمد
طرح جميل من رجل ممارس في الميدان التربوي فمثلك يكتب ويتحدث بصدق وواقعية قد عايشها.
أُحييك اخي الكاتب على الشفافية المتناهية لطرح مثل هذه المعوقات واقتراح الحلول لها …واتمنى أن يكلف المسؤول نفسه ويقرأماتكتبه لعله يجد ضالته ….
لكنني أستطيع أن اقول لك ردد ياليل ماطولك …