العيادة البيئية الشاملة
رمضان شهر عبادة وعمل، فالعبادة تحتاج إلى عمل وعمل دؤوب، لكن منظم ومرتب وحيوي من خلال هذا الطرح سنتعلم كيف نتسلح بدنيًّا وعقليًّا لشهر رمضان بصحة وحيوية ونشاط؛ لتحرر جسمك وجميع أنظمته من العادات السيئة الضارة التي اعتدت عليها خلال العام من خلال بعض النصائح الرمضانية البيئية. ويتميز رمضان بأكلاته وأطباقه المتنوعة والكثيرة، التي تقدمها الأسر وتتبادلها فيما بينها. والسؤال الذي يتبادر للذهن أين تذهب مخلفات وبقايا هذه الأكلات التي تمتلئ بها الموائد.. بعد الانتهاء منها؟! بالتأكيد أنها تلقى في أكياس القمامات المحددة لها، والتي يزداد عددها خلال شهر رمضان في معظم مدن العالم ومكة والمدينة أضعاف المدن بسبب قدسية المدينتين والسبب الرئيسي تنوع الأطباق والأكلات. وفي معادلةٍ سريعة لكمية هذه الأكياس الخاصة بمخلفات المنازل التي ستترك خارج المنازل وبشكل يومي تصل من (3 – 4) من الأكياس السوداء المخصصة للنفايات من كل منزل، وهذا بالفعل ما تصدره أمانات المدن وبلدياتها في تقرير سنوي عن كمية النفايات خلال الأشهر، فنجد أن رمضان بالذات ضعف أو ثلاثة أضعاف الأشهر الأخرى من أي مدينة ما عدا مكة والمدينة أكثر المدن والأكثر شهر الحج. لنقارن بذلك كمية الضغط على البيئة بما ستسببه تلك المخلفات من روائح غير مستحبة ومناظر لا تسر المناظر، إضافة إلى ما ستلحقه من ضررٍ على البيئة والمجتمع, إذا ما تم التخلص منها أول بأول. ويتم نقل تلك القمامات من أطراف الشوارع ومن أمام أبواب المنازل في وقتها المحدد من قبل القائمين على ذلك من أمانات المدن وبلدياتها. لذا نقول كلمة للمجتمع رفقًا وهو المعنى الأول والمحافظ على البيئة قبل النظام البيئي، أتمنى وضع أكياس النفايات في أماكنها المحددة؛ لنساعد القائمين بذلك على انتشالها تمامًا وفي وقتها المحدد لها للتخلص منها.. ولتعمل الأسر على الاعتناء بذلك حتى نتفادى الأمراض التي ستأتي لنا إن لم نهتم بذلك. فتكدس النفايات داخل الأحياء يسبب التالي : أ- الروائح الكريهة الناتجة عن تعفن النفايات المنزلية لو مكثت داخل المنزل أو في مكب النفايات لأكثر من 24 ساعة بسبب الجراثيم – البكتيريا – الطفيليات. ب- الأبخرة المهيجة المشبعة بالغازات السامة. ج- الحشرات الناقلة للمكيروبات والأوساخ: الذباب، الناموس، الصراصير. د- الحيوانات الناقلة للأوبئة والأمراض: الكلاب والقطط الضالة – الجرذان والفئران, والحشرات بأنواعها. مخاطر النفايات المنزلية على البيئة: تلوث الهواء الدخان الناتج عن عملية الإحراق, الأبخرة المهيجة الصادرة من النفايات تحت تأثير حرارة الشمس والهواء والجراثيم، الغازات السامة، المعادن الثقيلة. وكذلك تلوث التربة: بالأكياس البلاستيكية, ومواد البناء وحطام السيارات وغيرها ناهيك عن المواد الكيماوية والمبيدات الزيوت المحروقة. تلوث الماء: رمي الزبالة في الصرف الصحي (الفوطة الصحية) رمي النفايات في الأودية والأنهار والشواطئ, نقل الرياح والأمطار للنفايات الدوابة الطيارة وإلى المياه السطحية كذلك تسرب المواد السامة والديوكسينات المسرطنة إلى المياه الجوفية. لذا نجد إن النفايات المنزلية تُشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان وبيئته لذا يجب الوعي بهذه المخاطر والعمل على محاربته, فما بالك بشهر رمضان المبارك. ولنلقي نظرة سريعة على مخاطر النفايات المنزلية على صحة الإنسان بشكل عام، فكيف في شهر رمضان التي تؤكد الإحصائيات بتزايد هذه النفايات ومن هذه الأمراض: أ- الجهاز التنفسي: الحساسية، الربو، الشري، سيلان الأنف، التهاب العينين. ب- الأمراض التعفنية : الكوليرا (الهيضة) – التيفويد – الحمى الصفراء – الطاعون – الملاريا – التهاب الكبد b و c – السل. ج- الأمراض الجلدية: الليشمانيا – البلغرة – البلغرة الصفراء – الجرب الفطار. د- التشوهات الخلقية. هـ- السرطانات: الكبد – البلعوم – القولون – الغدة الدرقية – الرئة – الثدي – الجلد…. فهل نحن منتهون أنه شهر الصوم، العبادة، التنظيم، وتعود النفس على عمل الطاعات وحماية البيئة من أهم الطاعات التي حثنا الله سبحانه وتعالى بقوله في الآية التي وجهها الله سبحانه وتعالى لقوم شعيب؛ حيث قال الله تعالى في الآية الكريمة: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ سورة الأعراف آية 85 فالإنسان هو المفسد في الأرض إذا لم يتبع النظام سواء النظام الرباني أو النظام المقر من الدولة. وإلى موضوع جديد حول رمضان والبيئة.
دكتور فهد عبدالكريم علي تركستاني
استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى
د.فهد..
إصافة جميلة لصحيفة مكة الالكترونية..
وفقكم المولى عز وجل.