العلاوة السنوية والخِدمة .. مُتلازمتان ..!!

استبشر كثيراً من الموظفين بالأوامر الملكية التي صدرت مؤخراً في أواخر شهر رجب الماضي بعودة المزايا والبدلات ، وكانوا يتوقعون أن يصدق ظنهم أن العلاوة تندرج تحت مُمسى المزايا ، ذلك ما فهمه كثيراً من الموظفين وإلا ما كان له داعي أن تأتي الكلمة التي بعدها البدلات ..!! إذ إضافة كلمة بدلات للقرار تعني أنها لا تندرج تحت كلمة مزايا ..! هذا إذا علمنا أن كثيراً من الموظفين لا يتمتع بأي بدلات في راتبه ، فهو لا يحصل إلا على العلاوة السنوية ، وبالتالي عدم حصوله عليها تعني تأثيرها على دخل الموظف حتى سِن التقاعد ، لأن الضرر بعدم عودتها يتعدى العلاوة إلى فقد الموظف خِدمة سنة أيضاً .. !! وبالتالي عدم حصوله على العلاوة السنوية ، يتضرر من جِهتين معاً ، وهي مُتلازمة لبعضها ، حِرمانه من العلاوة السنوية ، إضافةً إلى ضياع خِدمة سنة من عُمره الوظيفي ، والذي سيتأثر منه حينما يحين أجل التقاعد ..!!

وخِتاماً .. الأمر الملكي واضح وصريح ، عندما جاء الأمر بإيقاف المزايا المالية أُوقفت العلاوة السنوية ، والان جاء الأمر الملكي بعودة المزايا المالية ، فلماذا لا تعود العلاوة السنوية ..؟! ولأن العلاوة داخله في مُسمى مزايا ، ولذلك نرفع ذلك الأمر لولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ بوجوب عودة العلاوة السنوية لكل الموظفين ، لأنها من ضمن المزايا المالية التي جاء الأمر بوقفها في بداية العام ، وأُعيدت كذلك بالأمر الملكي في نهاية شهر رجب الماضي ، وبالتالي يجب عودتها مثلها مثل البدلات التي هي بالآلاف لكبار الموظفين ، من وزراء ، ووكلا وزراء ، وغيرهم من كبار الموظفين دون عودة العلاوة السنوية لبقية الموظفين ، وذلك فيه هضم لحقوق الموظفين عُموماً ، ذلك أن حِرمان الموظفين من العلاوة السنوية ، وهم السواد الأعظم من الشعب ، والتي تبدأ من 500 ريال ، فأقل ، يؤدي إلى تأثرهم الكبير من نِقصان الراتب ، والذي هو مُتخم بالأساس بالأقساط الشهرية ما بين قروض شخصية وعقاريه ، إلخ … ، ومن جِهة ثانية تفويت الخدمة عليهم لهذا العام 1438هـ ، ما يعني تأثرهم مباشرةً عند التقاعد في الخدمة من حيث عدد السنوات ، ومن حيث نقصان الراتب عند التقاعد ، خاصةً لمن أراد التقاعد المُبكر ..!! ولذلك نتمنى من أصحاب القرار توجيه وزير المالية بضرورة عودة العلاوة السنوية للموظفين المدنيين والعسكريين ، لأنها تفرق معهم كثيراً باحتساب الخدمة لهذا العام ، ولأن عدم عودة العلاوة ، كما صرح بذلك مؤخراً وزير المالية بعد لغطِ كبير صاحب القرارات الملكية ما بين اثبات ونفي عودة العلاوة ، والتي تضرر منها الكثير من الموظفين ، بعكس كِبار الموظفين ، والذين يكتفون بالبدلات الكبيرة التي يتحصلون عليها ، والتي تعوضهم كثيراً عن غِياب العلاوة السنوية ، فهل سيتم التصحيح بعودة العلاوة السنوية للموظفين ، والتي هي مُرتبطة باحتساب الخِدمة لهذا العام ؟! نأمل ذلك من أصحاب القرار ، عاجِلاً غير آجِل ..!! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ، وكل عامٍ وأنتم بخير ..                                                         

 ماجد الحربي / كاتب صحافي