عبدالحق هقي

رمضان تقانة.. خواطر الأسبوع الأول

لُجة الأيقونات

منطق الطير: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” –  البقرة (153)

(1) – تبعث مواكبة الشبكات الاجتماعية والبرامج التواصلية والتطبيقات الاتصالية للمناسبات الخاصة والعامة حالةً من التفكير والتأمل، فهي تسعى دومًا لتكون أقرب إلى أعضائها ومتفاعليها، فتشاركهم لحظاتهم ومناسباتهم، وتبتكر من الأفكار ما يدخل على قلوبهم البهجة والسرور، ما يدلل على أن حضورها في حياتنا لا يتأتى من مجرد إبهارها التقاني فحسب، وإنما أيضًا لإيلائها الجوانب الذاتية والروحانية أهمية بالغة، بالإضافة إلى عنصري المواكبة والمفاجأة.

(2) – سيل التهاني الذي تتلقاه قبل وأثناء رمضان من خلال الشبكات الاجتماعية والتطبيقات التواصلية أمر طيب، خصوصًا تلك الدعوات الصادقة والكلمات الرقيقة، ففيه يزيح الكثير الحواجز وتتساقط الألقاب والفوارق وتتلاشى الضغائن والأحقاد، لتتلامس القلوب وتتصافح، فَيُفتح أفق جديد لعلاقات أكثر محبة وصدقَا، لكن المشكلة أن تلك المشاعر سرعان ما تتلاشى مع مرور أيام الشهر الفضيل، وتعود النفوس إلى وحشتها، والأرواح إلى سكونها، ويبقى العطر الطيب والذكر الحسن.

(3) – بين الفكاهة والسخرية والسماجة تتنوع البرامج التلفازية واليوتيوبية التي اختص بها شهر رمضان دون غيره من الشهور، ورغم أن عظمة الشهر ومكانته لا تمنع من بعض الفكاهة التي تبعث في القلب الابتسامة والسرور، والسخرية الهادفة الناقدة، فإن المحير حقًا ذلك الكم من برامج الإلهاء السامجة التي لا تكتفي بانتهاك قداسة الشهر الكريم، وإنما تُشيع السلوكات العُنفية والألفاظ السوقية، وتتخذ من مشاعر الإنسان فرحًا وخوفًا مادة للسخرية منه، ضاربة عرض الحائط بكل الأخلاق والمعايير الفنية.

(4) – في القرآن الكريم تتجلى الآيات وتستوقفك، وفي كل قراءة متجددة تتجدد المعاني وتنكشف الأسرار، يهدأ القلب ويُبعث قلق العقل، وتسأل في سكون الليل: ماذا لو قرأنا القرآن لنحيا؟ لنفصل واقعًا لطالما تشوقنا له، ونحاكي ماضٍ لا نبرح نتغنى به، صحيح أن هذا القرآن للتدبر في سير الأولين، ولكنه في ذات الوقت لحل معضلات الراهن ومشاكله، واستشراف المستقبل والتخطيط له،؛ فلا تجد غير اندهاشك من أمة تملك مثل هذه الثروة المعرفية دون أن تلج إلى عمق المعرفة جوابا؟!!.

خبر الهدهد: رمضان تقانة.. خواطر الأسبوع الثاني

عبدالحق هقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى