نبيه العطرجي

وَرَحَلّ أمِينْ (8)

 

مودة الفؤاد

رمضَان يَا شَهر الصِيام … أتَيت تُهل عليْنا كعَادتك … فأهْلاً بِك
ضَيفاً عَزيزاً … تفْرح النفُوس بِما فِيك مِن فَضل الرحمن والخَير
الوفِير … رمضَان يَا خَير الشهُور تُرعى فِي أيَامك الخيْرات …
رمضَان فِيك يَا شَهر المغفِرة تَلقيت هَذه الكلمَات [عَظم الله لك الآجر
، وألهمَك الصَبر ، ورَزقك الشُكر ، عَظم الله أجْرك ، وجبَر الله كسْرك
، وعَوضك خَيري الدُنيا والآخرة ] مِن كُل مَن واسَاني فِي إسْتشهاد بِكر
الأبنَاء أمِين – الله يرحمه – بسكِين الغَدر ، ويَد لَا ترْعَى حُرمة
الشَهر الفضِيل ، تقُودها نَفس أمَارة بالسُوء ليسَّ فِي دَاخلها ذَرة
إيمَان تنهَاها عَن مَعصية الله فِي شَهر الرحْمة ، تَفتقد للتَقوى بكُل
معَانيها ، ليْس لديهَا أيّ مَعرفة بمَالها ومَا عليهَا ، نَفس لَا تَعرف
حُرمات الله التِي حَرمها عَلى عِبادة ، أزهَقت نَفس مؤمِنة بالله حَرم
الله إهرَاق دَمها إلّا بالحقْ ، نَفس أمَارة بالسُوء حجَب الجُهل عنهَا
قَول الحقْ { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُه
جَهَنَّم خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ
وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } فالحَمد لله عَلى قضَاءه وقَدرة …
الحمْد لله حتَى يَبلغ الحمْد منتهَاه … الحَمد لله أنْ رزقنِي بِك يَا
( أمِين ) فِي الحيَاة الدُنيا فأدخَلت السَعادة والفَرح فِي نَفسي …
والحَمد لله أنْ أختَارك الموْلى يَا ( أمِين ) فِي أيَام الرَحمة فِي
اليَوم الثامنْ مِن الشَهر المبَارك الفضِيل لعَام 1431ه لجنَانه
مستشْهداً بسكِين الغَدر والشَمس تُنير الكَون بشعَاعها لتَكون شَفيعاً
لِي يَوم لَا يَنفع مَالاً ولَا بَنون ، وقَد سُئل عُبيد الله بِن أبِي
بَكرة – رحِمه الله – عَن فَقد الوَلد فقَال [ صَدع فِي الفؤَاد لَا
يَنجبر أبَداً ] فَفقد الوَلد فِي حيَاة وَالده مِن أعظَم المصَائب التِي
تُصيب الإنْسان فِي دُنياه جَاء ، ومَا يخَفف ذَلك الألمْ إلّا مَا روِي
عَن ربْ العِزة والجَلال فِي الحَديث القُدسي : ( مَا لعَبدي المؤْمن
عنْدي جزَاء إذَا قَبضت صَفيه مِن أهِل الدُنيا ثُم أحتَسبه إلّا الجنّة
) فالحمْد لله عَلى هَذا الكَرم الربَاني لمنْ أبْتلاه الله بفَقد فَلذة
كبَده .
جَعل الله يَا ( أمِين ) مُستقر رُوحك الطَاهرة التِي لمْ تَبلغ العِقدين
مِن الزَمن الفِردوس .
اللهُم أغفِر لَه وأرحَمه , وعَافه وأعْف عَنه ، وأكرِم نُزله ، ووسِع
مُدخله ، وأغسِله بالماءْ والثَلج والبَرد ، ونَقه مِن الخَطايا كمَا
يُنقى الثَوب الأبيضْ مِن الدَنس ، اللهُم أبدِله دَاراً خَيراً مِن
دَارة ، وأهْلاً خَيراً مِن أهْله ، وأدخِله الجنّة بِغير حِساب ولَا
سَابق عَذاب .
نبيه بن مراد العطرجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى