عبدالرحمن الأحمدي

لاتزايدوا علينا في حب الوطن

يقتضي الحال أحيانا في بعض المجالس المجتمعية مناقشة قضية خاصةمن بعض قضاياالمجتمع المطروحة على الساحة..أو قضية عامة مهمة على مستوى الوطن الغالي..وحين تصل الأمور إلى حد الإقناع لطرف..يسارع الطرف الآخر إلى الإسطوانة المملة.. نحن مع الوطن قلبا وقالبا..وكأن الطرف الأول لايدرك معنى الوطنية الحقة ولا تربى عيها..ولايعي واجبه تجاه وطنه الغالي.. ولا أفهم حتى الآن لماذا عندما يعجز البعض مواجهة الفكر بالفكر.. والحجة بالحجة..الإتجاه الي الاستعراض غير اللائق بمصطلحات مكرررة سأمنا من سماعها كثيرا..وخاصة في المواضيع التي تستوجب النظر بعمق لقضايا وطنية بحتة..تستوجب سماع جميع الأطراف علنا نخرج بقناعة مشتركة ومعقولة تفيد الناس جميعا..لأن الزبد يذهب ولاينفع الناس.. ولكن قاتل الله الحماقة شر قتلة..وصدق الشاعر قديما حين قال “لكل داء دواء يستطب به إلاالحماقةأعيت من يداويها”.

وإبداء الرأي القويم و الفكرةالمعبرة..ليس معناه كره مسؤول ما..أو وزارة ما..أو عدم حب الوطن..فالمسؤول عموما..يرغب في سماع نصائح صادقة وكلمات ثمينة.. تعينه على أداء مهمته وتفيده..وليس كلمات تطبيل تعيقه عن رؤية الحقيقة كاملة..فعبارة كل الأمورتمام طال عمرك.. وحسب توجيهاتكم طال عمرك..لاتفيد المسؤول بأي شئ أبدا.. أذكر في إحدى الاجتماعات العامة لأحد المسؤولين في دائرة حكومية..وكان أحد مديري الأقسام يشرح عن فكرة مشروع معين فبدلا من أن يوضح الفكرة العامة للمشروع إذ به يكيل المديح للمسؤول لدرجة الغثاء.. حتى أوقفه ذلك المسؤول مباشرة عن المديح المبالغ فيه..والذي أثار حفيظة المجتمعين..!!نعم إذا نجح المسؤول في تقديم خدمة جيدة وملموسة للمجتمع.. لابأس هنا من الثناء المحمود وفي حدود مقبولة..

إن في إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في السابق ..كان فرصة مناسبة لسماع جميع وجهات النظر لمختلف الأطياف الوطنية.. فعلى اختلاف الأفكار المطروحة..لم تضق عليهم القاعة المخصصة..كما ضاقت علينا بعض العقول البسيطة تحت سطحيةالفكر وسذاجة الأفكار.. فما إن تطرح فكرة منطقية وجميلة..حتى تجد الهجوم المباشر..ليس لشئ سوى لنسف الفكرة وبدون أي قراءة متأنية وهادئة..وتأمل واعي..إن حب الوطن.. والمساهمة في تقدمه وتطوره.. يقتضي النقد البناء والهادف..لا النقد لمجرد النقد..فالمسؤول المخلص يستطيع أن يفرق جيدا..بين النقدالبناء.. والنقد الهدام.. كما يستطيع أن يفرق بين الكلام الصادق من الكلام غير الصادق.. فنرجو أن نرى بعضا من أفراد المجتمع.. وقد ترك الأحكام الجائرة في الحكم على سرائر الآخرين!!.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى