ما إن شهدت الساحة السياسية العربية مؤخرا من تدهور سريع في العلاقات العربية العربية وبالتالي قطع العلاقات تماما مع دولة قطر لكل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات وغيرهامن الدول الأخرى..حتى بدأ البعض من المجتمع ينطلق بتأويلات وتفسيرات عاطفية شخصية قد تكون أبعد عن السبب الرئيس من جوهر المشكلة..فلا هم قريبون من صناع القرارولاهم أعضاء في السلك الدبلوماسي ولا حتى محللون سياسيون لهم مشاركات معروفة سابقا في وسائل الإعلام..يقول الدكتور غازي القصيبي-يرحمه الله- الذين يعلمون لا يتكلمون..والذين لايعلمون يتكلمون..!! في إشارة واضحة جدا إلى التزام الحكمة والصمت في مثل هذه الظروف العصيبة.وهذا من الواجب والأولى على العقلاء في هذه الأوقات الحرجة..ولعلها غمةوتزول وتنقشع.. فوحدة الصف الخليجي خاصة والعربي عامة أولى بلا شك من تمزيقه.
والخلافات السياسية المختلفةحينما تحدث بطبيعة الحال بين الدول يكون لأصحاب القرار من أهل الحل والعقد دراية تامة في أبعاد الموقف المستحدث.. من حيث مسبباته ومعطاياته ومخرجاته.. ولن يكون هناك إصدار الحكم مبنى على عاطفة أو مشاعرأو أحاسيس خاصة.. وتظل أيضا مصلحة الوطن في المقام الأول وفي دائرة اهتمام المعنيين بلا شك..فالحقيقة الكتابات الجارحة.. والخارجة عن نطاق الأخلاق والذوق..لا تسمن ولا تغني..بل يبقى أثرها على مدى طويل من الزمن.. يكتبها هذا الجيل.. ويحفظها الجيل القادم..!! أي نعم جميعنا نحب هذا الوطن الغالي المملكةالعربية السعودية..وهذا لا شك فيه..ولا اختلاف عليه..ولا نقبل المساومة في عشقه وحبه الأبدي..ولكن هذا لايمنع بالتأكيد من النظر إلى الأمور بهدوء وتروي..والبعد عن الانفعالات الوقتية..فالحكمة ضآلة المؤمن دائما وأبدا.
في أزمة الخليج الأولى أو مايعرف بحرب تحرير الكويت..ومع توالي دخول القوات العراقية إلى دولة الكويت الشقيقة آنذاك وفي اليوم الأول لها..كان هناصمت مطبق للقيادةالسعودية..فكان الجميع ينتظر بلهفة لبث الخطاب السعودي..ومع ذلك تمهلت القيادة..حتى ظهر الخطاب التأريخي والذي كان بمثابة الرد الحاسم.. وذلك باعتبار السعودية والكويت دولة واحدة..فإما يبقيان معا..وإما يذهبان معا!!
فياليتنا في هذه الوقائع الراهنة.. نتعلم من مثل هذه الأحداث مزيدا من التأني والهدؤء والحكمة..فالرياض هي بيت العرب الكبير..وكلنا أمل وتفاؤل أن تؤول الأمور إلى خير بإذن الله..بعد استخلاص الدروس والعبر..والتي لانعلمها نحن.. وتبقى أسبابها الحقيقية الوافية.. عند الذين يعلمون ولكن لايتكلمون..!!
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
زادكم الله علماً وحلماً كاتبنا الفاضل
مقال اكثر من رائع .
نسأل الله أن يصلح الحال