مساحة الدول وعدد سكانها لاعب رئيس في هيبتها ، ورحم الله من عرف قدر نفسه ، وقديمًا قالوا “أنا وابن عمي على الغريب”، ولا ينبغي بحال الوثوق في مَنْ يبطن الشر ويضمره ، والسؤال الذي أعتبر جوابه بديهيًا ، ما سر مراوغة بعض الأنظمة والوقوف ضد سياسة المملكة ؟ هل المملكة في يوم حشدت قواتها على حدود جاراتها اعتداءً ؟ هل المملكة سعت لقلب نظام ما ؟ ماذا لو تبيّن أن مليارات الدولارات تُنفق في سبيل إيذاء السند والعضيد ؟
موقف المملكة مع أشقائها لا يتنازعه اثنان ، وأزمة الخليج الأولى والثانية وأحداث البحرين خير شاهد ، والأحرى بالأخوة الجيران التكاتف مع المملكة ضد أي تحريض أو شق للصف ، فو الله لن يأتي من المجوس خير، وما التقارب معكم أيها الخليجيون إلّا للانقضاض عليكم بين عشية وضحاها ، فأنتم في نظرهم مجرد لقمة سائغة سهلة المضغ والهضم ، وما يحصل من تحريك لخلاياهم في الخليج عنكم ببعيد، وجيراننا في تلك الدويلة أصهار وأبناء عمومة ولنا معهم روابط أكبر من أن تقطع أوصالها السياسة وتأزم المواقف ، نقول لحكّام الخليج : كونوا لُحمة واحدة ولا تتركوا للأعداء منفذًا ، والرأفة الرأفة بشعوبكم التي تنحدر من قبائل الجزيرة العربية ، واعلموا أن إيران أسوأ دولة عرفها التاريخ ، فقد تفوقت على الصهاينة بكل وقاحة ، ومواقفها الدموية في العراق وسوريا ولبنان واليمن لا تخفى على ذي لب ، وقد صرّح قادتها بأن حدودهم تتعدى إيران لتشمل العراق وسوريا وغيرها من البلدان ، فهل فهمتم لعبة إيران أيها القادة ؟
الموت بشرف خير من التخابر والتآمر على الشقيق ، فعندما تدنس إيران بعض البقع الصغيرة في الخليج لن ينفعكم الصراخ ولا العويل ، ولن يفيد الحرّة عندما تصرخ واشرفاه، لأن المثل الشعبي يقول: “إذا فات الفوت ما ينفع الصوت “.
د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي