حمود الفقيه

الوفرة السعودية وندرة الآخرين

السعودية دولة تؤمن أن هناك فرصًا تكفي الجميع وخيرًا يكفي الجميع في هذه الدنيا، فليست بحاجة أن تخسر أحدًا أو تؤذي أحدًا حتى تكسب، وهذه عقلية الوفرة التي يفكر بها رجال السياسة في المملكة العربية السعودية؛ لذلك عاشت السعودية في أمن وراحة بال، لايؤذون قريبا ولابعيدا، لكنها تستطيع الدفاع عن نفسها بكل قدرة واقتدار .
بينما هناك دول تفكر عكس هذا الاتجاه؛ لأنها تؤمن أن الخير والفرص محدودة بمعنى أن المكاسب السياسية لاتتسع لاثنين ياتكسبها أنت ياتكون من نصيب الآخرين، ولابد أن يكون هناك خاسر فالحياة كلها صراع وتنافس حتى مع أقرب الأقربين، والاحداث توحي بل وتؤكد أن هناك دولا عربية للأسف تفكر بعقلية الندرة والشح، ويؤذون غيرهم نتيجة لتبني هذه الرؤية العقيمة، ويعرف الناس جميعا أن القوي يقول رأيه بكل وضوح ويتصرف بإرادته في وضح النهار أو كما يقال: “على المكشوف”؛ لأنه لايخشى إلا الله بينما يلجأ الضعيف إلى تبني أساليب الثعالب مكرا وخداعا لعل وعسى يوقع بالآخرين ويتصدر الحدث، فيعيش في قلق وخوف دائمين، يؤذي القريب قبل البعيد.
وغالبا ما يفكر الحاسد بعقلية الندرة، فهو ينظر إلى الفرص التي تأتي للآخرين وكأنها الفرصة الأخيرة، أو أنها السبب في ضياع فرصته، فيبدأ بالحسد والبغض.. بينما من يفكر بعقلية الوفرة فهو يسأل الله الرزق الوفير والبركة للجميع وهذا ديدنا جميعا حكومة وشعبا في المملكة.
دول مجلس التعاون الخليجي يجب أن تفكر بعقلية الوفرة؛ خصوصا فيما بينها وفي علاقتها بالآخرين، وأن تكون يدا واحدة ضد العدو أين كان موقعه وقوته وحجم المصالح معه.
وختاما

أسأل الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية من مكر الماكرين، وحقد الحاقدين، وتأمر المتأمرين.
حمود أحمد الفقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى