المقالات

عين العقل ولسان الحال

المتتبع للسياسة السعودية عبر الزمن وفي خضم الأزمات يجدها تتعاطى مع الأحداث والمستجدات بتروي وحكمة وتنظر بعين العقل والشمولية والمسؤولية حتى في احلك الظروف عند اتخاذ القرارات حيث انها تحكم الروابط والاخوة والصداقة حتى لو ضد مصلحتها الوقتية
وتتمثل هذه السياسة في لسان حال الحكومة السعودية مع هذه الأحداث الراهنة وطيش القيادة القطرية .
فرغم التسريبات والمحادثات والنوايا الخبيثة ونقض العهود والمواثيق والشيطنة في الخفاء وشق الصف الخليجي والعربي وإفساد الأجواء وإذكاء الثورات ودعم الجماعات وتمويل المعسكرات كانت السعودية تغض الطرف وتحسن النوايا وتكبح الغضب في سبيل تعديل الحال والرجوع للحق وتغليب حسن الجوار وروابط الأخوة ووحدة المصير
ولكن الغاوي لازال يتمادى فبعد أن كان يحيك الفتن في الخفاء أصبح يجاهر ويصرح بأجندته وتطلعاته وأطماعه
فكان لا بد من سيف الحزم وإعادة الأمور لنصابها حتى ولو كان العلاج مؤلم فالأشقاء من الشعب القطري أخوتنا ومنا وفينا ولا يرضون تصرفات قيادتهم المارقة ولا نرضى لهم المضرة إلا أنهم يعذرون ما نقوم به (فما دون الحلق إلا اليدين)

‏إذا لم يكن غير الأسنة مركباً
فما حيلة المضطر إلا ركوبها

فقيادتهم ماضيه في توجهها وغيها وما الاستعانة بالأتراك والإيرانيين إلا زيادة في التضليل الذي تنشره بداعي خوفها من العدو الذي سوف يغزوها والأيام حبلى بالمفاجآت .
وفي المقابل نلمس الحلم السعودي حتي البيان الذي أعلنت الحكومة السعودية قطع العلاقات كان البيان يراعي مصالح الأشقاء من الشعب القطري ويخاطبهم بكل الحب المعهود ويوصي بالتسهيلات لهم وأما العداء موجه لتصرفات القيادة القطرية حتى تعود للحق والصواب وتطبيق الشروط والمواثيق والعهود التي نقضتها .

وأخيراً ..

اهمس للمتذاكين الصامتين عن قول الحق والدفاع عن الوطن وتأييد الخطوة التي اتخذها بزعم البعد عن الفتن وعدم الدخول فيها
فالتردد والتباطؤ ليس إلا خذلان وتواطؤ .
ستنكشف الأقنعة يوماً وتبدو الصورة بشكل أوضح ونرى الوجه الحقيقي لكم .
أسأل الله في هذه الليالي المباركة أن تزول الغمه وتعود قطر إلى حضن شقيقاتها فالرجوع للحق فضيلة.

أحمد محمد العبادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى