ما يحدث اليوم من حكومة قطر ممثلة في أميرها تميم ومعاونيه يمثل دور فئران السفينة، التي تمثلها اليوم قطر والسفينة مجلس التعاون، والسفينة هي اللحمة الخليجية التي بنيت وتغذت على أواصر المحبة بين قادة هذه الدول وحكوماتها وشعوبها، واليوم يرتمي في أحضان العجم ويحول قطر إلى أشبه بجرة الفول ذات المدخل الواحد من جهة الفرس المجوس، ويستعين بتركيا البعيدة للاحتماء بها من سوء عمله، ويخرج من تحت عباءة العروبة وجلباب البيت الخليجي بسبب خياناته لدول الجوار، ورعايته للإرهاب وتمويله وتجنيد منظماته لتخريب الدول والحكومات عربيًّا وإسلاميًّا وعالميًّا، ولكن الله يمهل ولا يهمل فقد انفضح أمره وبان شره وبطره، وسيجني مخرجات مدخلات سياسته الحمقاء وتحالفاته الشيطانية مع أعداء العروبة وأعداء الدين، وهو اليوم يغرق في وحل السياسات الصبيانية.
نعود لقصتنا فكلنا نعرف السفينة كوسيلة نقل بحرية للبضائع وللركاب، ولكنها استغلت من حيث التسمية لتكون أرضية لأي مكان، فالوطن سفينة ومكان العمل سفينة والمنزل أيضًا سفينة والطريق كذلك وغيرها، والأهم أن بقاء السفينة دون الغرق من أولويات الأسوياء والأقوياء في التفكير وليس في الجسم، أما إغراق السفينة فحيلة الضعفاء والبلهاء وعميان البصيرة وهنا يأتي دور الذين يعملون بعمل بعض الحيوانات من حيث الطباع – وإلا فالإنسان مكرم بنص القرآن – وإلا لما سمعنا بعائلة (فئران السفينة)، وقد تتكون العائلة من فأر أو أكثر ليس بالتوالد، ولكن بالتوافق في الأفكار التي عادة ما تكون هدامة لأن هذه العائلة لا تعمل إلا في الشر وتجاوزًا فالفئران لها دور هام باعتبارها حقول للتجارب لكثير من العقاقير واللقاحات الطبية لأي مرض جديد أو متطور، ولكنها بالتأكيد مصدر إزعاج أينما حلت وارتحلت فهي سبب رئيسي لمرض الطاعون الفتاك، كما لها دور في التخريب كما فعلت في سد مأرب إن صحت الرواية الذي أدى إلى غرق البساتين ودمار أودية سكانش سبأ، حيث نزل فيه قرآن يتلى قال تعالى:
(لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16))
وقال الشاعر :
فقد هد قُدماً عرش بلقيس هُدهُدٍ
و خرب فأرٌ قبل ذا سد مأرب
ولها دور في محاولة إغراق السفينة، كما يطلق المثل ولعل ما قد يفعله البعض من بني البشر من أدوار شريرة ما هي إلا تقمص لشخصية فأر السفينة الذي لا هم له إلا مصلحة نفسه، ومن ورائه الطوفان، ويسعى إلى الخروج بأقل الخسائر من أي عملية مرفوع الذيل وليس الرأس مقابل إغراق سفينة – ذلك المكان الذي يعمل أو يتواجد فيه – حتى ولو كان من بين طاقمها أو ركابها وهنا يحضرني نكتة للفنان المصري حمادة سلطان على أحد المسطولين عندما قام بخرق السفينة التي تقلهم ورفاقه، فصاح الركاب بأعلى صوت السفينة حتغرق يا مجنون فرد عليهم بقوله : ما تغرق هي بتاعتنا !!!
الإرهاب أيا كان موقعه وصفته وحالته ومدخلاته ومخرجاته هو من صنيعة فئران السفينة, والتملق والنفاق والخداع والغش والحيلة ومسح الجوخ واستغلال المواقف، واستغلال موارد البلد التي أحق بها الشعب والأعمال الإنسانية فيصرفها لأذية الغير، وتقديم الذات على حساب المبادئ والمواقف الشريفة والتزلف، وعرض الخدمات المزيفة للإرهابيين كراعٍ رسمي يعمل من خلف ستار الوطنية؛ لكسب قوائم المديح الآني المزيف وتضخيم الأنا وكيل الاتهامات للغير كما وأن التنكر لأصحاب المعروف من سلوكيات فئران السفينة, والمجاملات الكذابة وتصنع الصداقة وتطويعها للظروف ومسايرة المنشقين في أفكارهم وتصرفاتهم والخنوع لتوجهاتهم التي تُمليها ظروف البحث عن المصير المجهول والواقع المعقول هي من هموم فئران السفينة !! وبالتالي علينا التنبه لفأر السفينة ومن حوله من بني جنسه، وألا نقع ضحايا نواياهم الخبيثة حتى ولو ألبسوها ثوب الحرص والخوف من القادم، ولابد من مراجعة علاقاتنا بمثل هؤلاء القوارض الذين يعملون بعمل فأر سد مأرب وفأر سفينة نوح -عليه السلام- لأنهم في تكاثر مريب ونفوذ في الأوساط الاجتماعية والتربوية والوظيفية والثقافية والإعلامية، ونحن وأنتم نريد السد يبقى كما هو والسفينة تبحر بسلام وأمان بعيدًا عن مخططاتهم التي تُدار، وتمرر من الأبواب الخلفية.
قد تستغربون من الفأر الحقير ما قد يفعل من جرائم في حق البشرية، وهل أتاكم الحديث عن الفأرة (الفويسقة) هكذا الاسم لفسقها وإفسادها معايش الناس، كما ورد عن المصطفى -عليه الصلاة والسلام- وقد تضرم النار في البيوت فتحرقها، ومنها الذي شرع في قرض حبال سفينة نوح -عليه السلام- ليغرقها، وهناك أنواع كثيرة للفئران، فمنها فأر البيوت، وفأر السقوف، و فأر السواحل، وفأر المزرعة، وفأر المستودعات، ولها موطن ومهام بحسب مواقعها ولعلكم قرأتم عن آخر أخبارها ذلك الفأر الذي عطل رحلة الخطوط السعودية القادمة من القاهرة، وعلى متنها أكثر من 350 راكبًا، ولكن هل يا ترى نستطيع متابعة الفئران البشرية في كل زمان ومكان في ظل قدرتها على التخفي عن الأنظار، وما تحدثه من شروخ وجروح في جسد المجتمع بسبب تصرفاتها، وما تستعذبه لنفسها من تنكيد ونكد لغيرها في برامجها اليومية على مدار الساعة فقط، لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب القيم السوية ؟!
أنصحكم لا تغتروا بقصة الفأر الذي أنقذ الأسد من الصياد عندما قطع الحبل الذي كان مربوطًا في رجل الأسد في غفلة من الصياد، فالوسيلة هي الأسنان التي قرض بها حبال سفينة نوح -عليه السلام- وهي التي خرق بها سد مأرب، واسألوا الله أن يجنبنا وإياكم شر كل فأر وفأرة؛ فقد بدأت حتى القطط تخشى منها وسلامتكم.
د. عبد الله غريب