المقالات

يتساءلون 

يتساءل الشعب القطري عن سبب المقاطعة العربية ، فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأسئلة تحمل في ثناياها سطحية المتسائل أو تغابيه ، والمدرك الحقيقي لسياسة قادة دويلة قطر يعزو خيانتها لدينها وأمتها بالفاجعة ، ولكننا في مملكتنا أدركنا ذلك مبكرًا ، من فترة انقلاب ١٩٩٥م ، فصوبت الحكومة القطرية سهامها للملكة قادة وشعبًا ، وتناست أواصر القربى ، ومعاني اللُحمة ، والتآخي بين البلدين . 
        يقول المثل المصري الشعبي “ظل راجل ولا ظل حيطة “، وحكومة قطر تعاني عقدة الصغر ، فأخذت تسخر إمكاناتها وثرواتها في سبيل التخريب ، فلو أدركنا ما أسهمت به حكومة قطر في تخريب البلدان العربية لتوجعنا كثيرًا ، فجملة المليارات التي أنفقتها كافية لإعادة إعمار الصومال ، وسوريا ، والعراق ، وانتشال السودان ، وتشاد من الفقر ، وتطوير جيبوتي ، وجزر القمر ، ولكن للأسف سخرتها للتخريب والدمار ، والمقصود بلاد الحرمين ، فأجندة قطر لا تختلف عن “بروتوكولات  ” صهيون ، وأحلام المجوس ،  ودوافع الحاقدين ، ولذلك كان الحزم بانتظارهم ، والمقاطعة هذه لكي يعي الشعب القطري المغرق في التخمة مدى تخبط قيادته في الدمار ، وليعلم أن وفرة المال ليست كل شيء في الحياة ، ولذا توجب عليكم أيها الشعب القطري إدراك الزيادات المفرطة في الرواتب وإغداق الأموال بغير حساب ، كل ذلك لأجل صرف الأنظار عن حجم الدمار للقيادة المدمرة لنفسها وكيانها قبل غيرها . 
وإذا ما عدنا للوراء قليلًاوتذكرنا تلك الكتلة والجرم الذي أعطاه الله بسطة في الجسم دون العقل ، وأعني “حمد بن جاسم” مدبر الانقلاب ووزير الفشل والعار ، عندما كان يتحدث بصفته وزيرًا للخارجية فيقول :”إحنا ما عندنا شيء نخبيه عن شعبنا !!!!، لله درك من أحمق تريد مقارعة الكبار ، فالمال ليس كل شيء ، والشعب القطري ليس مغفلًا عن سياسة بلاده ، والأصوات التي نسمعها تطبل لا تمثل إلّا النزراليسير ، والعقلاء في قطر بين مطرقة الأموال وسندان المبادىء، فقد أُغرق في التضخم وأنسوه هموم الأمة ،  ونحن ندرك مدى تغلغل الحاقدين في شرايين صناعة القرار هناك ، ينضاف إلى ذلك تصارع المخابرات الأجنبية على إسقاط الحكومة القطرية في براثن الخطايا والمتاهات ، فكان لها ذلك ، فقطر تدعي -زورًا- مناصرة الضعفاء والمضطهدين في أنحاء العالم !!!!! ؛بل تستقطب كل ملفوظ في بلده لخانته أو إجرامه ، وتكافئه وتوفر له أرغد العيش وأطيبه ، لماذا ؟ للخراب والدمار ، فلو أحسنت الجوار واستظلت بظل الحكمة والسياسة المتزنة في بلاد الحرمين لكان خيرًالها ، ولكنها تلعب بالنار وتمضي قدمًا في إشعال الفتيل وتدعي الوسطية ، برغم فضح قيادتها وتآمرها على بلاد الحرمين بالصوت والصورة ،  فأينها من التناقضات التالية : 
تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني وتدعم حماس !!، تدعم جنوب السودان وتمده بالسلاح ، وفي المقابل تقيم علاقات مع المتمردين في دار فوروالحكومة السودانية !!!!، تناصر الثورة السورية علانية وتدعم النصرة وداعش !!!!، تشارك في التحالف العربي ضد التمرد الحوثي وتدعم الحوثي ضد أبناء السّنة !!!!،وووووووغيرها . 
 ولا يوجد قطر من أقطار الدنيا مشتعل وملتهب إلّا ولقطر فيه يد ، فقيادة قطر سلكت طريقًا مسدودًا ويا لها من متاهة !! فالجوع صعب ، والمضي قدمًا هلاك فأين المفر ؟ 
وأستطيع القول : بأن أي خراب في الدنيا تقف وراءه حكومة قطر ، ثم الصهاينة والمجوس ، ثلاثي الشر المميت ، فهل بعد هذا العرض يحق للمواطن القطري التساؤل ، فعمّ يتساءلون ؟
د. نايف عبدالعزيز الحارثي

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى