لم يكن وضع الخندقين الذي يستهوي الحكومة القطرية مفاجئا لأحد، لا عند الحكومة ولا عند الشعب، وبالتالي فإن صمت الكتّاب كان تقديرا لموقف الحكومة التي فضلت ألا تشغل الناس بما يحدث، أرادت أن يكون ذلك تحت مظلة التفاهم الديبلوماسي الذي تغذيه حقوق الجيرة والإخاء، لذلك صمتت الحكومة وتفهم الكتّاب صمتها فصمتوا. كانت سياسة الخندقين التي تنتهجها حكومة قطر واضحة جدا، تقف مع صّدام العراق وتفتح قواعدها لضرب عراق صدّام، تنام في فراش إسرائيل وترضع حماس من ثديها، تستضيف قواعد الأمريكان وتستضيف تنظيم القاعدة أيضا، تقف مع التحالف الدولي ضد الإرهاب وتوفر المال لأقطاب الإرهاب. قد يبرر بعض القطرين ذلك بأن قطر الصغيرة تريد أن تسلك مسلكا يحميها من غوائل السياسة الدولية، وقد يتوسع بعضهم فيقول هذه سياسة قطر ولا شأن لكم بها، حسنا، فلتكن تلك سياستها، لكن أي تبرير يمكن قبوله بشأن دول تجتمع مع قطر تحت مظلة واسعة لا يحق لأحد أن يحدث فيها ولو ثقبا صغيرا؟ إيواء مجرمين محكومين في بلدانهم الخليجية والعربية، التدخل في شؤون دول الجوار، تمويل مجموعات تفجر وتقتل في دول شقيقة، تشغيل مكينة إرجاف إليكترونية لتمزيق عُرى اللحمة الوطنية في دول مجلس التعاون، تسخير وسائل الإعلام القطرية لنشر الشائعات والأكاذيب التي تضر بمصالح الأشقاء. أهذه سياسات لا شأن لنا بها؟ وهؤلاء الذين يطلبون من كُتّابنا الصمت أما آن لهم أن يتكلموا؟ وإذا عادت المياه إلى مجاريها وتوقف الكتّاب فما المشكلة؟ يحارب الجنود تحت راية الوطن فإذا وضعت الحرب أوزارها عادوا إلى قواعدهم سالمين، دافعوا رُشّدا ثم جنحوا للسلم رُشّدا فما المشكلة؟
محمد ربيع الغامدي
لسنا مع صمت الكتاب،ولكننا مع أدب،الكلام ،المهاترات لم تكن يوميا من سلوكياتنا ..مع الصحافة المهذبة لاالمراهقة ولا شغل (الوراعين) في الصحافة لأن الكبير يجب أن يبقى كبيرا ..يقدم الحجة والشواهد و يبتعد عن حشو الكلام وهشاشته ..