تشكل الصحة النفسية جزءا لا يتجزأ من مفهوم الصحة الذي عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه:
«حالة من اكتمال السلامة جسديا وعقليا واجتماعيا، لا مجرد انعدام المرض أو العجز»
وبذلك تصبح الصحة النفسية: «حالة من العافية يمكن فيها للفرد استخدام قدراته وتعزيزها من أجل التكيف مع أنواع الاجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والاسهام في مجتمعه»
هل صحتنا النفسية منعزلة عن مفهوم الصحة أم أنها جزء لا يتجزء من مفهوم الصحة العامة ؟
هل في العصر الحالي نعي ما مدى أهمية الصحة النفسية ؟
إن التطور الذي نواكبه في عصرنا الحالي له تأثير كبير على الصحة بشكل عام و الصحة النفسية بشكل خاص ، فهذا التطور الذي ظهر بثوب العولمة ! و ما أدراك ما العولمة!!
العولمة حولت حياة الإنسان إلى عالم خيالي و اصطناعي ، مما له الأثر الكبير على الصحة ، فهي تغلغلت كتغلغل الماء في التربة ! فلنقارن حياة الآباء من قبل و حياتنا الآن ، نجد أختلف الوضع تماما من عدة نواحي ، قبل عدة سنوات كانت الأسرة تجتمع على سفرة واحدة ، و الآن الكل مشغول بالتكنولوجيا و البعض يريد وجبة سريعة تختلف عن طلب غيره و هكذا!!
أليس هذا التطور له أثر سلبي على الصحة النفسية ؟!
إن الصحة النفسية هي حالة من الرفاهة تسمح للأفراد أن يتعرفوا على إمكانياتهم وتمكنهم من التوافق والتأقلم مع ضغوط الحياة اليومية والعمل المنتج والمرضي كما تمكنهم من المساهمة في بناء مجتمعاتهم .
فعولمة الطب النفسي يجب أن تعني المساواة في توفير خدمات الصحة النفسية والبحث العلمي لجميع المرضى النفسيين ، في كل مكان. و أن يكون هناك إنصاف في توزيع الموارد المتوفرة للتشخيص العلاج والتأهيل للجميع، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه .
إكرام عبدالحكيم يربوع