مقالات القراش

الشحاثة … ( مافيا التسول )

يعرف التسول بأنه التجارة التي لا يوجد بها رأس مال حيث تقود بسرعة الريح للثراء المجاني الذي لا يحتاج إلى جهد يذكر ولو تتذكرون معي دور عادل إمام في فيلم ” المتسول” كيف صور تلك العصابة التي تقوم بالتدريب والتأهيل والمتابعة قبل النزول للشارع ناهيك عن المحاسبة بعد العودة إلى وكرهم.
نعم إنها حقيقة تعيشها أغلب المجتمعات وخصوصا في السعودية فلسنا بمعزل عن العالم ولسنا الأفضل على كل حال.

فلو لاحظ أن هنالك عوائل بأكملها تتسول هي وأطفالها وهذه العوائل تقودها النساء في أكثر الأحيان عند إشارات المرور وداخل الأسواق العامةوخصوصا في المناسبات الدينية كرمضان والحج واغلب تلك الأسر من المهاجرة المخالفة لقوانين الإقامة كما لانستطيع أن ننفي وجود عوائل من أبناء البلد امتهنت هذه الوسيلة استدرارا للعطف .

حيث تكونت مع الوقت في مجتمعنا ( عصابات مافيا للتسول )
مهمتها انتزاع الرحمة من قلوب المحسنين من خلال عرض الأطفال في أوقات قاسية إما في الصيف أو الشتاء بطريقة تدمي القلوب والعيون والكارثة الأكبر في ذلك هو إخراج ( جيل طفيلي ) يقتات على جهود الناس فلا مستقبل له ولا أمل في العيش بكرامة لأنهم يعيشون أغلب أوقاتهم بعيداً عن الرقابة الأسرية وعن التوجيه والإرشاد الذي تقدمه الأسرة و المدرسة.

وهذا ما يدفع الغالبية منهم
إلى تعلم ثقافة الشارع القائمة على تمجيد السلوك العدواني وحب المغامرة والانحراف وغيرها من السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً والتي تكون بالنسبة لهؤلاء أعمال بطولية يتفاخرون بها فيما بينهم مثل السرقة و تعاطي المخدرات و التدخين ناهيك عن الانخراط في منظمات إرهابية ربما تقودهم للهلاك ودمار الوطن.

لذا يعتبر انتشار هذه الظاهرة كارثة إنسانية تخلق جيلاً يعيش على هامش المجتمع و يقوم بأعمال مخالفة للقانون تطال المجتمع بأسره ويدفع المجتمع في وقت لاحق ثمناً باهظاً لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن ذلك.

لأن الاطفال مكانهم الطبيعي في بيوتهم ومدارسهم وعالمهم الجميل البريء وأحلامهم البسيطة الصغيرة وبين العابهم الطفولية وليس في الشارع مع المجرمين واللصوص يمدون أيدهم للحصول على المال الذي سيقضي على طفولتهم مستقبلا وسيكون هو النهاية لحياتهم الكريمة لاحقا وموتا اكيدا لكل طموح أو مستقبل كان ممكن أن ينتظرهم يوما ما .

لذلك نحتاج في هذه الفترة إلى تظافر الجهود المنظمة والمخطط لها من قبل جميع الوزارات من أجل القضاء عليها.
وكذلك توعية أفراد المجتمع بمكافحتهاوعدم الانسياق وراء العواطف واستثارة المشاعر لأن التعاطف مع هذه الحالات يزيد من المشكلة بدلا من تداركها فهي ظاهرة غير حضارية وغير إنسانية.

ويجب كذلك أن تتكاثف كل الجهود للحد منها ومعاقبة كل من ينظّمها فالقانون يجب أن يكون صارما وخصوصا للأشخاص الذين يستغلون الأطفال بهذه الطريقة الغير الإنسانية .

كما يجب على التجار والشركات والجمعيات الخيرية أن يكون لهم دور بناء بعيدا عن البهرجة الإعلامية بالإنجازات الوهمية التي لم يستفد منها المحتاج فمهما كان يبقى هناك فقر ويجب علينا أن نعالجه بالحسنى.

عبدالرحمن القراش

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button