المقالات

سلمان الخير و النقلة النوعية في مؤسسة الدول العربية

 جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله بتمكين المرأة من انهاء جميع خدماتها في الأحوال الشخصية و الأحوال المدنية دون الحاجة الى موافقة الولي، بخير كبير سيعم جميع مناحي الحياة،و سنشهد اثر ذلك ان شاء الله في دعم و تطور الوطن و راحة و رفاهية المواطنين، و كنت كتبت في العزيزة مجلة اليمامة ان مثل هذه القرارات الرائدة لابد و ان يتزامن معها العمل على رفع درجة الوعي بثقافة الحقوق و المطالبة بها حتى تستقيم الأمور و تعتدل الموازين، و تُحقق الدولة أهدافها في التغيير و التطوير من خلال وعي المواطنين بحقوقهم و واجباتهم، و العمل جنباً الى جنب مع التوجه الاصلاحي لولاة الامر حفظهم الله، فالقرارات الحاسمة لابد ان يتزامن معها خطوات جريئة من المواطنين الواعين، و قد تلقينا نحن المطوفين و المطوفات دعوة مُعلنة من مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية لحضور الجمعية العمومية بصفتنا مطوفين و مساهمين فيها، تضمن اعلان الدعوة بند ينص على ضرورة ان تُوكِل المطوفة من ينوب عنها لحضور الجمعية العمومية، و هو امر دأبت عليه المؤسسة مُنذ نشأتها اي مُنذ ثلاثاً و ثلاثون عاماً، و كنت في احدى اللقاءات مع معالي وزير الحج و العمرة السابق د.بندر حجار في مكتبه قد اثرت هذا الموضوع على وجه الخصوص و طلبت من معاليه ان يستصدار قرار بتمكين المطوفات من حضور الجمعيات العمومية كونهن مساهمات بأكثر من ٥٠٪ من رأس المال لمعظم المؤسسات الست التي تخدم ضيوف الرحمن اذا يعتبر الحضور حق من حقوقهن كمساهمات، و قد أفادني معاليه وقتها بكل وضوح و شفافية بأنه لا يوجد نِظاماً ما يمنع حضور المطوفات جلسات الجمعيات العمومية و ان من ترغب الحضور يمكنها ذلك، لذا عندما تلقيت دعوة المؤسسة هذا العام عمدت الى اعداد خطاب وقع عليه عدد من المطوفات و تم رفعه لسعادة رئيس مجلس ادارةً المؤسسة المهندس عباس قطان الذي تجاوب مشكوراً مع الخطاب و وجه بإعداد قاعة مناسبة لاستقبال المطوفات، رغم كل الصعوبات و التحديات التي قابلت هذا التوجه و الرفض من البعض، ان تفاعل المواطنين الإيجابي مع قرارات الدولة يدعم المسؤولين و يعينهم على الإصلاح و التغيير و تحقيق اهداف ولاة الامر الرامية الى احداث العدالة و إعطاء كل ذي حق حقه و الضرب بيدٍ من حديد على يد كل من يحاول الالتفاف على النظام لتحقيق اهداف شخصية او منع المواطنين من الحصول على حقوقهم، اشكر لسعادة رئيس مؤسسة الدول العربية هذا التجاوب السريع الذي ينم عن وعي و مسؤولية، كما اشكر لسعادته سعة صدره و احتوائه لجميع مداخلات و استفسارات المساهمين و المساهمات قبل و اثناء انعقاد الجمعية العمومية و عنايته بالاجابة على جميع التساؤلات بشفافية و وضوح فهذا و اجب كل مسؤول و هو جوهر الدور الاجتماعي لهذه المسؤولية، و هو الدور المأمول تلمسه من جميع رؤساء المؤسسات.
كما اشكر للمطوفات الرائدات حضورهن الكثيف قياساً بحداثة التجربة و تفاعلهن الواعي الإيجابي و اهتمامهمن بالاستفسار عن كافة التفاصيل بدقة و ذكاء، اشكر لهن حضورهن الذي ينم عن وعي بحقوقهن و إحساسهن بالمسؤولية نحو مستقبل الطوافة مهنة الآباء و الاجداد اشكر لهن هذا الحِراك الذي شجع المطوفين على حضور الجمعية العمومية التي كان لا يحضرها الا عدد قليل جداً منهم حيث كانت تعقد في جلستها الثانية و تُقر بنودها بمن حضر من المساهمين، اشكر لهن هذا الحضور المميز فدائماً ما تثبت المرأة السعودية انها قادرة على ان تحمل شعلة التغيير و تُحدث الفرق، كما اشكر و بكل فخر و اعتزاز المطوفين المخضرمين الذين أبدعوا في طرح الاستفسارات العميقة و الاقتراحات البناءة التي أظهرت و بكل جلاء عمق وعيهم و غزارة علمهم و دقة ملاحظاتهم لله درهم، كما اشكر المطوفين الشرفاء الذين صوتوا بأمانة و مسئولية للمصلحة العامة و ليس للمصلحة الشخصية و كلي ثقة في ان الله سيجزي كلاً بما قدم لنفسه عند قيوم السموات و الارض، و سنرى اجر ذلك قريباً ان شاء الله بركة في الصحة و الرزق و ستراً من الله و فضل.
اشكر لخادم الحرمين الشريفين أيده الله بنصره و رعاه بعنايته ثقته الكبيرة و دعمه الا محدود للمرأة السعودية التي أينعت ثمارها مجداً و فخراً داخل الوطن و خارجه، و نَعِدهُ و نَعِدْ وطننا الحبيب بأنتا سنبقى العيون الساهرة التي تدعم و بكل قوة كل عمل مُجَودْ هادف نبيل، و ترصد و بكل دقة كل خطوة في غير الطريق الصحيح او قصور في الاداء يعرقل التطوير المنشود للوطن و ان نعمل يداً بيد على تصويب الاداء و الرقي به، و هو الدور الذي لا يقتصر على فئة معينة من ابناء الوطن بل هو دور كل مواطن غيور يعي مكانة وطنه و يحفظ له مقدراته و مدخراته و يعمل على رفعة حاضره و بناء مستقبله قال تعالى:.”كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ…” (110) آل
د. وفاء عبدالعزيز محضر

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button