ذلك المسلسل الأكثر جَدلاً على قناة MBC والذي حُشد فيه العديد من الممثلين من كافة الدول العربية والخليجية، وبميزانية كبيرة وإنتاجٍ ضخم، تتزامن مع قوة المسلسل، والذي تضمن مُغالطات وافتراءات جَمة على أهل السُّنة، شعر بذلك القائمون والمشرفون على المسلسل أم لم يشعروا ..!! وكلمة غرابيب في اللغة، جَمْعُ غريب، وغَرابيبُ سُود، أي مُتناهية في السَّواد كالأغربة ..! والجُملة كاملة وردت في القرآن الكريم ” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا، وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27/ فاطر ) وجاء في (تفسير القرآن العظيم) للحافظ ابن كثير ، رحمه الله “غرابيبُ سُود” قال عِكرمة : الغرابيب: الجِبال الطوال السَّود، وكذا قال أبو مالك، وعطاء الخُرساني وقَتادة.. وقال ابن جرير : والعرب إذا وصفوا الأسود بكثرة السواد، قالوا : أسود غربيب .. ولهذا قال بعض المُفسرين في هذه الآية : هذا من المُقدم والمؤخر في قوله تعالى: “وَغَرَابِيبُ سُودٌ” أي سود غرابيب ..!
والمسلسل اتضح لكل المشاهدين أنه ركز فيما ركز على ربط دور تحفيظ القرآن الكريم بالإرهاب، بل وصل إلى اتهام عُلماء ودُعاة سُنة بالإرهاب !! إضافةً إلى ترويج أُكذوبة “نِكاح الجهاد” وربطه بأهل السَّنة، وتبرئة ذلك بوضوح لبعض الطوائف، والجماعات والأحزاب المُتطرفة، وذلك بلا شك فيه ما فيه من تجن وافتراء واضح وفاضح على أهل السُنة والجماعة ، وإلْصاق التُهم بهم، والتي لا أساس لها من الصحة، ولذلك من حق أهل السَّنة إقامة دعاوى على القائمين على المسلسل بحجة الاتهامات الصريحة والواضحة لأهل السَّنة، فضلاً عن تشويه سُمعة النساء الخليجيات بأنهن لديهن رغبة عارمة وتعطُش للجنس، بشكلٍ مُقزز جِدا، ولذلك يبدو أن القائمين على المسلسل آمنوا عدم الشكاوى عليهم، كما واجهوا سابقًا في مسلسلات أخرى تم منع عرضها، مثل: (للخطايا ثمن) و(الطريق إلى كابول) وقيل لنا إن دولاً تدخلت لمنع ذلك، وليس بعض المتعصبين للطوائف والذين اعترضوا على القناة لعدم عرضها، لأنه يتحدث عنهم بكل وضوح، ولذلك استجابت القناة لمطالبهم ..!!
وخِتاما .. مع احترامي للمشرف على المسلسل، وأعوانه من مؤلفين ومُنتجين، فهم تجنوا بشكلٍ كبيرٍ وواضح على أهل السُّنة، وعلى تحفيظ القرآن، وعلى العُلماء والدُّعَاة، إضافةً إلى تشويه سُمعة النساء الخليجيات السُّنيات، وتبرئة غيرهن من الطوائف.
كما أود هنا أن أوجه كلمة للمشرف على المسلسل، نتمنى ألا تُقارن ماضيك كمتطرف سابِق، كما جاء ذلك في اعترافك أمام المشاهدين في برنامج (مجموعة إنسان) وتُسقطه بكل برود على أهل السُّنَّةِ والجماعة، وتريد إقناع المشاهدين بأن يتقبلوا ذلك منك، فقد جانبك الصواب كثيرًا، كثيرًا ..!!
ماجد الحربي