عندما قلبت فكري في حالة أمتنا العربية، تذكرت كلمة الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- عندما قال أمام مجلس الشورى: “أنا في طور النقاهة من عملية جراحية، وحالتي الصحية تشبه حالة أمتنا العربية”.
شخص العقل السياسي المدرك وضع الأمة العربية المريض وبأنها تشكو الهزال، وهاهي الأيام تكشف لنا أسرار كان يدركها عقل الفيصل -رحمه الله- وهو الدبلوماسي المتمرس الذي يدرك أبعاد الكلمات ومدلولاتها السياسية، هاهو التطاحن يسري بين الشعوب في دول عربية عدة، وهاهي العدوى تنتقل إلى دول الخليج العربي، هذه الحكومة القطرية تشق صف الخليج، وتزعزع وحدته، وتتأمر ضده، وتضرب بمصالحه عرض الحائط.
نعم شذت عن الأخوة الخليجية وارتمت في أحضان إيران وسعت كغراب البين تكيد لجيرانها وتسعى لتقويض بنائهم، وتركض نحو هدف بغيض بعيدًا عنها نواله، فالعقول فطنة، والإرادة قوية، ورجال الحزم والعزم لاينقصهم رأي ولا قوة -إن شاء الله-.
نعم يالفيصل كانت نظرتك -رحمك الله- ثاقبة وتوقعاتك صحيحة، وحالنا يزيد تفرقة وتشتت وحال الأمة الهزيل وضعها في طريق الانهيار، زاد ضعفها وبأيدي بعض أبنائها والمنتسبين لها، وقد تحتاج لجراح ماهر يستأصل كل مواطن المرض، ويكتب الوصفة الناجعة المشفية لكل أسقامِها.
نعم يالفيصل قلتها وتذكرناها، وقالها شاعر الوطن خلف بن هذال العتيبي منذ سنوات: “من بد صهيون بذتنا صهاينا” المشهد يتكرر من فترة إلى أخرى في الوطن العربي.
حمود أحمد الفقيه