عبدالرحمن الأحمدي

الممقوت

لا إجماع ولا اجتماع.! ولاقبول ولا ترحيب..! ولا تسامح ولاتصافح! وليس له استحسان ولا يستحق الامتنان..!! هو ذلك الممقوت.. هو ذلك الممقوت.

عزلة نفسية..تعلوها عزلة فكرية.. تدنوها عزلةمكانية..احتباس أنفاس خانقة..وسط أجساد مهترئة، ومهاوي سحيقة..ومكامن صدئة.. في غياهب من التناقضات..وصور قاتمة من وضيع الجدليات.

تحيط به أفكاره الغريبة ..وهواجسه العجيبة.. وزفراته المثقلة بالبغض والحقد والكراهية والكبرياء والخيلاء.. والأسلوب المستهجن.. والنظرة العاتمة الغارقة في السواد.. الممتدة من قناعات سحيقة.. ومن اعتقادات تشاؤمية..

المحبة من قاموس محيطه غير ملزمة.. والسماحة في حياته غير واجبة. .واللين بين الأخوان غير مرغوب لديه.. والتوسع والتفسح بين المتحابين مطروح محذوف من ذاته.. متغافلا كل عظيم الموروثات ومتناسيا كل جميل المسلمات.

الودود في نظره أبله.. والمحبوب في تصوره درويش..والمقبول في مخيلته مخادع.. والصادق في تفكيره كاذب ..!! وتطول في عرفه القائمة ..حتى يتجافي الحق.. وتتوارى الحقيقة خلف مفاهيمه السقيمة.. ومعانيه العقيمة.

الاستعلاء عنده فن لايجيده إلا من هو مثله.. والتفرد ميزة شخصية لا يحسن إتقانها إلا هو.. والفكر الأوحد لقلة من البشر..وهو أحدهم مالم يكن وحيدهم..!!
سيد مجمل أوقاته..وسلطان أركان مجلسه.

نتاج أفكاره منهج عظيم..وكمال علمه طريقة مثلى.. وجمال طرحه أسلوب مختلف بحد ذاته..وخلاصة تجاربه حياة..وتنبؤاته لم يأتي بها قريب أو بعيد!! “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ” .

آراؤه حكيمة..ومقترحاته فريدة.. وملاحظاته صائبة..إن قال أسكت..وإن شرح أقنع..وإن أطال فقد لفت الانتباه.. وإن فسر فقد أجاد..وإن اختصر فقد أحسن.. حديثه كله جمال في جمال..!!

تطلعاته العالية تكون لمصلحة الفرد.. وتأملاته تجيرلمصلحة المجتمع..وأحلامه الكبيرةتصب في صميم مصلحة البشرية.. مصلحة في مصلحة لكل صالح ولكن في محيطه فقط..!لفرد ملئ بأمواج متلاطمة.. متصارعة من التهيؤات والتغيرات المزلزلة داخل نفسه الفريدة..!

لو وعوا الناس رسالته.. وأدركوا رؤيته.. وتمسكوا بقيمه..وتأملوا مبادئه..وتعاهدوا خطواته وأهدافه.. لكان حالهم أفضل حال..وكان بإمكانهم أجمل مما كان..

إنها العظمة الخبيثة من أتعس وأوسع أبوابها..تحمل في أنفاسها المتهالكة.. زفرات الغرور والكبر والتغطرس..وتنفث من جوفها الجهل والحماقة والعمى والتخبط..

ويفخر بها الإنسان “يالضعفك يا إنسان” تفكر وحيداً..وتقرر وحيداً.. وكأنك الفهيم الحصيف الحكيم زمانه..وأنت مع كل ذلك في حدود علمك..! وحدود بصرك..! .

نهاية..
البعد غير المبرر. .والوحدة غير المقنعة.. والاعتداد بالنفس..والاعتقاد بالرأي..تؤدي بالتأكيد إلى العزلة غير المقبولة.. وبالتالي إلى فقدان الخير والعلم والصواب.. وفقدان كل ما حولك من غالي وثمين.. وكل في ذلك لحظة عجب وتعالي..لست قادراً على تحمل نتائجها.. أيها الضعيف المسكين ..اللهم إنك عفو كريم تحب العفوفاعفو عنا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button