أشد المسؤوليات أمانة على الوالدين أن يُراعيا الله في المسؤولية التي شرفهم حملها لآخر لحظة ، يزدادون رُعباً من فرط المحبة والخوف أن يتعرض أبنائهم لأدنى مكروه ،
فما بالكم بالسكوت عنه خلف الأبواب المغلقة والبنايات المهترئة أو الثقة التي نوليها للبعض ، إذا تركنا أبنائنا عند أحد ما كنّا نظن أى نتوسم فيه خيراً ونثق بنواياه.
تلك الفطرة التي استودعها الله عندنا ، فطرة مُقننة في إطارٍ واحد ، متى ماخرجت عنه وسم الفاعل بالخلل النفسي والشذوذ المستدعي للعقوبة أو العلاج متى ما أمن العقوبة أساء الأدب.
مما يدعو إلى الخجل، أن يقوم بعض الأفراد المحسوبين على العلم الشرعي، بمحاولة تمرير بعض الممارسات غير الآدمية والمنافية للأخلاق السوية، ويصفونها بالمقبولة شرعاً وعُرفاً، كالزواج من “القاصرات” وهي ضرباً من الجموح والشذوذ المتعلق بإشتهاء الأطفال وحب ممارسة العلاقة الجنسية مع الصغار أو خلف تلك الأبواب التي يترك فيها الصغار مع من نوليهم ثقتنا ، يُجردونهم طفولتهم بإنتهاك أجسادٍ غضة تورث داخل عقولهم تشويشاً عقلي ونفسي تجعل ذواتهم البيضاء مشوهة ينجم عنها سلوكيات عدوانية مستقبلاً او انسحابية ،
ويجبرون عقولهم الغضه تحت التهديد أو الترغيب بالصمت المطبق .
أرى أن من الضروري على المتخصصين النفسيين والمؤسسات المعنية في المجتمع رصد ظاهرة “البيدوفيليا” بوصفها إضطراباً عقلياً يتعلق بالإنجذاب الجنسي نحو الأطفال (أقل من 11 عاما)، ورصد ممارسيه من البالغين الرجال، وبعضهم من النساء البالغات، ودراسة الأسباب الإجتماعية الثقافية التي أفرزتها، ومعالجة مظاهرها القبيحة الواضحة والخفية، وسن القوانين والأنظمة التي تمنع التحرش وزواج القاصرات وتجرّمهما، ومواجهة المشكلة بشفافية وصراحة، عوضاً عن التخفي خلف ستار الدين والثقافة والعرف.