المقالات

لا يتحرشوا بأطفالكم

ما دعاني لكتابة هذا المقال هو مناسبة العيد، وكما هو معلوم أن أكثر من يفرح بالعيد هم الأطفال، ولكن هناك أطفال لا يتمتعون بتلك البهجة والفرحة والسعادة، لأسباب سوف تكتشفها في ثنايا مقالي هذا والله المستعان.

فكأحد الوالدين فمن الطبيعي أن تقلق بشأن أطفالك، ولكن هناك بالتأكيد بعض الحالات التي تسبب القلق أكثر من غيرها، وأقصد بذلك حالات التحرش بأطفالك لا سمح الله، وحسب الإحصائيات فإن ما نسبته ٢٠ ٪‏ من الأطفال يتعرضون لنوع من أنواع التحرش وأن أكثر المتحرشين هم من أقارب الأطفال والمحيطين بهم.

لازلت أتذكر قبل عقد من الزمن حينما اتصل بي أحدهم ليستشيرني عن كيفية التصرف حيال التحرش التي تعرضت لها حفيدتهم، والبالغ عمرها 4 أعوام من ابن عمها، وقد سألته حينها هل أنت متأكد فأشار بالإيجاب لوجود علامات واضحة، وقد نصحته حينها بالتقدم ببلاغ للشرطة.

وقد تفاجأت بعد فترة بأنهم قرروا عدم الذهاب للشرطة، وقرروا الكتمان حفاظا على سمعة ابنتهم حسب قولهم، وانتهى المطاف بتلك البنت أنها الآن تعاني من اضطرابات نفسية واستمرارية ذلك المتحرش بالافتراس من بقية بعض صغار العائلة، أي تخلف وأي عقليات متحجرة التي تتستر على جريمة نكراء بحق الطفولة البريئة وبحق المجتمع ككل، وهاهي الآن العائلة كلها تعاني أشد المعاناة.

عموما أيها القارئ الكريم أنصحك والنصيحة لله بأن تنتبه لأطفالك من الإشارات التالية :-
*تغير في سلوكياتهم نحو العدوانية والهيجان والغضب وأفكار مهوسة وتخيلات.
*صعوبة النوم والقلق المتزايد والأحلام المزعجة.
*شعورهم بالذنب وإلقاء اللوم على نفسهم.
*استخدامهم لكلمات لاذعة مثل (غبي، أحمق، حمار ، ماتفهم، أخاف) .
*وضع أيديهم بصفة متكررة على الأماكن الحساسة من أجسادهم.
*شعورهم بالخضوع خلال وجود الذئب المفترس وارتباكهم.
*يكون الطفل هادئا، ثم فجأة تعتريه حالة من الغضب.
*وجود ألم لديهم وظهور علامات التهاب في المسالك البولية.
*وجود علامات عبث بملابسهم الداخلية (وعلى الأمهات ملاحظة ذلك) .
*استخدام كلمات جنسية.
*التبول اللا إرادي في السرير .

الحلول وللمساعدة :-
*تعليم الأطفال في سن مبكّر من ٢-٣ سنة بأن هذه الأماكن حساسة (الأعضاء التناسلية) ولا أحد يطلع عليها أو يلمسها.
*تشجيعهم بالتحدث إلى الوالدين لو تعرضوا لأي تحرش.
*تعليمهم بالهروب من المتحرش، وعدم البقاء معه في المكان
*تعليمهم بأن يخبروا اي متحرش وأي شخص يلمس أعضاءهم
التناسلية بأنهم سيخبرون والديهم.
*الإبلاغ فورًا إذا تعرض أحد أطفالهم للتحرش.

وعلى المجتمع اتخاذ الآتي :-
*ضرورة المطالبة بتغليظ العقوبة على المتحرشين بالأطفال.
*ضرورة وجود قانون واضح ومفسر تفسيرا جيدا ومقننا لجرائم التحرش الجنسي بمختلف أنواعه.
*على المستشفيات والمستوصفات والأجهزة الشرطية التعامل بمهنية واحترافية مع هذه الحالات (طبعًا هناك أسس وقواعد في كيفية التعامل مع الأطفال المتحرش بهم سواء في البيت أو في المستشفى أو في الشرطة … و يطول شرحها).

# على فكرة هل تعلمون أن المجرمين المسجونين في جرائم التحرش بالاطفال في أوروبا والصين والأمريكتين يتعرضون لأسوأ معاملة من رفقائهم المسجونين في جرائم (تحرش الاطفال) ويتعرضون هم أنفسهم للتحرش نكاية بهم وهذه حقيقة أعلمها بحكم معرفتي. حفظ الله أبناءكم من كل سوء.

 لواء م/ طلال محمد ملائكة 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى