مع متعة ارتشاف قهوة الصباح
يسطر قلمي على قرطاسه وهو منغمس في دواة مداد نواة المجتمع وركيزته ( الاسرة )
سوف اسطر لكم عن حديقتي الغناء الجذابة بورودها الجميلة وثمارها المفيدة ؛ عن حديقة محاطة بسور الود والمحبة ،
عن حديقتي التي اتقنت فن وضع بذورها وأجدت فن زراعتها و اهتممت بعناية في سقايتها و رعايتها.
حديقتي العائلية نوع نادر من الورود والزهور والنباتات الجميلة المتسلقة التي نمت وتسلقت في قلبي و أحشائي و وجداني ..
احدثكم في مقالي هذا وانا في أواخر العقد الرابع من عمري .
قد يطرأ على اذهان بعض من يقرأ مقالي ان هذه المرأة تكتب عن بحث بيولوجي !!؟
نعم انه اروع انواع التحليل البيولوجي الذي زرعه الله فينا والذي نتشكل منه والذي شكلنا كبشر ؛ كما تشكلت الحدائق والغابات والجنان بألحان عصافيرها و طيورها و رائحة ورودها وزهورها ..
بل انه اجمل تشكيلة خلقها الله في الكون ( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ) .
لكن الله تعالى حملنا مسؤوليتها الى ان تقوم الساعة .
امرنا الله ان نغذي هذا التشكيلة بمزيج ذو جرعة عالية من الحب والحنان والألفة والعطاء والوفاء والرحمة والانسجام والشوق اللامتناهي حتى يتحول الى ألذ و اروع معادلة عرفتها البشرية.
انه حب الاسرة والترابط يا سادتي ،،
انه اجمل حب ..
لا احد يستطيع العيش هانئا راضيا مطمئنا دون هذا الحب ؛ دون هذه الجذور القوية المترابطة ببعضها كجذور الأشجار العاليه التي كانت بذرة صغيرة في الارض..
حب الاسرة هو الصِّلة القوية المغروسة المتأصلة فينا ابا عن جد ويشبهها الى حد كبير جدا حب الوطن أيضا ..
و بذلك نكون شكلنا هذه الخلفيّة العائلية القوية ، والسد الذريع الذي تقف وراءه بقاء وسعادة و نجاح حياة كل فرد منا .
انها صلة الرحم بين الاب وابنه بين الأخ وأخيه بين القريب والقريب ..
كلنا نكبر كما تكبر الأشجار ..
كلنا نكبر كما كبر آباءنا وأجدادنا ؛
انا كبرت وكبرت والدتي ؛ انا أتلذذ ببرها وأستأنس بوجودها و بصوتها الدافئ الذي يحتوي وجداني كما تحتويني حديقتي ..
لكنني في الوقت ذاته اكتشف تلقائيا، و كل لحظة ان هذا الحب الكبير لامي وابي ولابنائي وبناتي تحول من مرحلة انسجام الى مرحلة شوق ثم مرحلة ذوبان وأخيرا مرحلةالا نصهار.
ذلك هو الحب المنصهر الذي يقفز على جبهة جميع انواع الحب . ذلك الحب اللامتناهي كما هي الحديقةالساحرة .
أ. نجلاء القويز