كنت أقول لطلابي: ليس بالوظيفة وحدها يحيا الانسان، أقولها وأضرب أمثلة عليها، لكنها أمثلة من التاريخ فالأمثلة العصامية التي عايشناها قد دخلت عالم الشهرة والمال بصورة أصبح الحديث عنها أشبه بالأكاذيب، أما الان وتحت طائلة التدافع على الوظائف، فقد أصبح في مقدورنا أن نرى نماذج عصامية من أبنائنا، أصحاب مبادرات عملية خلّاقة في جميع أحوالها، في مجال نشاطها، وفي مناهج التخطيط لها، وفي آليات تنفيذها، وفي تهيئة الخدمات المصاحبة لها.
حزمه ((HEZMAH مبادرة شبابية تابعتها من بدايتها وإلى أن قامت على سماكيها، عرفتها عندما وصلني استبيانها يستطلع حاجتي للخضار والفواكه، ورغباتي واتجاهاتي وطرائقي وحجم انفاقي، ثم مضت الأيام فوجدت لهم موقعا على الانترنت، ثم إذا هم عند باب بيتي ومعهم باقة الخضار التي طلبت، كانت باقة نظيفة جدا، تم اختيارها بعناية لا تقل عن عنايتي، والسعر لا يزيد عن السعر الذي سأدفعه فيما لو ذهبت بخيلي ورجلي لشرائها، وفوق ذلك فقد كان مع مندوب البيع جهاز للدفع عن طريق الشبكات.
“حزمة” تشتري حاجتك من الخضار والفاكهة وتسلمها عند بابك، أتمنى أن تتوسع خارج جدة مستقبلا، فإن القائمين عليها شبيبة من أبناء الوطن، لا تملك لو تعاملت معهم إلا أن تحيّي جهادهم، فريق آمن بالعمل وبالإحسان فيه، لذلك جاءت خدمتهم متقنة، فاستحقوا أن نرفع أيدينا تحية لهم.
محمد بن ربيع الغامدي