عبدالرحمن الأحمدي

الأسر المنتِجة حبرٌ على ورق

 

في خبر متداول مؤخرا عبْر وسائل الإعلام يوضح مدى معاناة الأسر المنتجة في سوق عكاظ. من حيث عدم ملائمة المكان المخصص للبيع في السوق العكاظي للحرفيات، وكأن حال الواقع يقول: إن الأسر المنتجة هَمٌّ ثقيل حملَه القائمون على شؤونهن؛ فلا هم تركوا صاحبات الحرف في حالهن ، ولا هم استطاعوا الوقوف معهن. بمعنى: تركهن سيكون ملامة كبيرة على المعنيين أمام المجتمع، والقيام بخدمتهن مهمة مزعجة يصعب التعامل معها..! وفي كل الأحوال قد تكون ورطة تورط بها القائمون في الجهات الراعية لهن.. سواء من الغرفة التجارية هنا أو جمعية البر..أوحتى من بعض الجهات ذات العلاقة.

ولم يكن الخبر حقيقة مفاجأة فما هذه المعاناة القائمة حتى اليوم، وأخشى أن تستمر لسنين.. إلا امتدادا لمعاناة قديمة للأسر المنتجة.. فكثير من صاحبات المنتجات لم تقدم لهن الخدمة بالمستوى المناسب والمأمول من حيث اختيار الأماكن الملائمة لهن؛ لعرض مالديهن من منتوجات محلية جيدة، وحاليا في مهرجان سوق عكاظ بازارات بدون أسقف تحمي المستفيدات من الهواء والغبار، وبدون تأثيث معقول للبازار. وللأسف أغلب الأسر المنتجة صاحباتها من العاملات الكادحات، واللاتي يردن بطبيعة الحال العفاف والتكسب المبارك من عرق جبينهن..ولكن أعانهن الله في أمورهن العمليةالمتعبة، ومما زاد في أوضاعهن المرهقة وجود فئة أخرى تجامل من قبل القائمين في عرض منتوجاتها فنصف المنتوج وطني، والنصف الآخر مستورد..! وهذا مخالف للفكرة الأساسية من هذه المبادرة الخجولة أساسا.

أعتدنا في مجتمعنا التنظير الموسع في معظم قضايا المجتمع وبدون حلول عملية تذكر، ولكن أن يصل ماهو أشبه بالتنظير إلى جهات يفترض أن تساهم وبقوة في إيجاد حلول لبعض المشاكل المجتمعية كالغرفة التجارية في مكة المكرمة، ولما تملكه من خبرات إدارية، وتجارب متراكمة في مجال المال والأعمال، فعلى الرغم من الامكانيات المادية الجيدة وسهولة التواصل مع البنوك والشركات والمؤسسات إلا أن تفاعل الغرفة مع الأسر المنتجة حقيقة مازال ضعيفا جدا.. فما الذي يجب فعله حتى تقوم بمسؤوليتها الاجتماعية، فهناك مِن سواعد الأسر المنتجة مَن تنتظر الوقفة الجادة لأخذ الفرصة كاملة للعمل الشريف المثمر. ونأمل أن يكون هناك تعاون متكامل مع أمانة العاصمة المقدسة؛ لإنشاء نقاط بيع في الأسواق، والمجمعات التجارية، والميادين الرئيسة؛ لتكون بداية واعدة للأسر المنتجة فهل يتم ذلك ،وبما يتوافق مع الرؤية الوطنية..أم يبقى الدعم فعلا حبرًا على ورق..؟

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

Related Articles

4 Comments

  1. كان الله في عونهن …
    ويجب على المسؤلين الوقوف بجانبهن وتوفير كل سبل الراحة.

  2. السعر جدا غالي بالنسبه للموقع لكل سيدة .اختيار الموعد المناسب لاقامه السوق وليس بعد رمضان والعيد مباشرة .
    اتمني ان يصل صوتي للمسؤولين وانتقاء السيدات المشاركات حسب نوع الموسم سواء سوق عكاظ او الجنادريه او مواسم الأعياد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button