عبارة استخدمت كثيراً في مجتمعنا العربي كشماعة نعلق عليها كل اخطاءنا في اختيار أمور حياتنا المصيرية .. فالزواج قسمة ونصيب .. والدراسة قسمة ونصيب .. والعمل قسمة ونصيب ..
كم من فتاة اُرغمت على زواج فاشل تحت مسمى النصيب، وكم من شاب اُجبِر على اختيار شريكة حياته بإسم النصيب، وكل انسان غير ناجح دراسياً واجتماعياً واسرياً هو بسبب النصيب ..
إلى متى ونحن نقف بعجز امام تحديد مانريد لمستقبلنا خوفاً من قسوة المجتمع أو انصياعاً لرغبة الأخرين أو كما يسمونه (القسمة والنصيب) وفي بعض الأحيان يتدخل الأقارب وكبار افراد القبيلة لفرض عادات بالية وتقاليد جائرة بمسمى النصيب فلا يُسمح للشاب في بعض القبائل بالزواج من خارج قبيلته مهما حاول وإذا فشل في حياته التي اختاروها هم له وضع تحت مسمى القسمة والنصيب .. وتُجبَر الفتاة على الزواج الغير متكافيء بابن العم حتى لو كان مدمناً أو عاطلاً أو مريضاً نفسياً، وكل ذلك تحت مسمى القسمة والنصيب .
النصيب نحن من يصنعه وليس هو من يصنعنا …
النصيب هو أن نفكر ونحدد هدفنا بدقة لنصل لطموحنا دون اجبار ودون تدخل اطراف خارجية في امورنا المستقبلية ..
النصيب هو أن اكون واثقاً في كل خطوة اخطوها للأمام ومستعداً لتحمل نتيجة اختياري حتى لو فشِلت ..
النصيب هو أن ابذل واسعى واختار واذا لم انجح هو اذاً قضاء وقدر ونصيب ..
فلنغير مفاهيمنا في الحياة ونرفض أن نكون مسيّرين لغيرنا مهما كانت علاقتنا بهم ، ونرفض التقيد بعادات جامدة قاسية لا يرتضيها ديننا ولا اخلاقنا .. وأن نبني شخصيتنا القوية ونختار لها الطريق السوي الذي لا يتعارض مع ديننا الإسلامي الحنيف وبعد السعي وبذل الأسباب لا تهمنا النتيجة إن كانت ايجاباً أم سلباً لأنه حينها تكون قسمة ونصيب واختيار من الله عز وجل وفي كل الأحوال سننجح ، فالنتيجة الايجابية تدفعنا لمزيد من التقدم والنجاح والرقي، والنتيجة السلبية هي درس لنا يصقلنا ويزيدنا قوةً وانجازاً ويدفعنا لمحاولات جديدة للوقوف مرة اخرى، وفي نهاية المطاف كل امورنا هي بتدبير من الله عز وجل وهذا لا يمنعنا من السعي والعمل للوصول لأهدافنا وتحقيق احلامنا وبعدها لابد من الرضا بما كتبه الله لنا قال تعالى (وربك يخلق مايشاء ويختار ماكان لهم الخيرة ) القصص ٦٨ فلنعمل ونسعى ونحن نردد “اللهم اختر لنا ولا تخيرنا” … فخيرة الله خيرٌ للجميع .
0