القرش الأبيض… في رؤية 2030م

يعتبر (الاستثمار) العمود الفقري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .. اذ إنه مورد استراتيجي لنمو إيرادات مالية بما يحقق عوائد ونشطات تطويرية ..تؤدي الى الرخاء الاجتماعي .. وكثير من الشركات تقوم على مبدأ (الاستثمار التشاركي) في النشاطات من خلال تكوين رأس مال مجتمعي لتعم الفائدة ..
ومن الشركات الاستثمارية الرائدة : ( الشركة الاسلامية للاستثمار الخليجي ) والتي تعتبر من أكبر الشركات وأكثرها اتزانا من الناحية الاستثمارية. ومما عمق من ثقة المواطن بها كون استثمارها قائم على الشريعة الإسلامية … حيث قام الكثيرون ومن مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة بإيداع أموالهم لهذه الشركة لتقوم نيابة عنهم ببناء مصانع في دول العالم الإسلامي وأرباحها تقسم على المستثمرين ..ومنهم من جمع القروش والهللات سنوات طوال علّ ( القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود ) ..ولكن فوجئ المستثمرون في نهاية عام 2015م بإبلاغهم أن الشركة تعتذر عن الاستثمار لهم .. بل ترغب في تصفية أموالهم !! هكذا فجأة تتوقف شركة كبرى عن الاستثمار وبها حوالي ( 35 ألف مساهم) واستثمارها أكثر من 7 مليارات ريال .. مما سبب الكثير من القلق والتوتر والألم للعملاء ومنهم أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة من أرامل وأيتام بل منهم من توفي وبقي الورثة ينتظرون فرج السماء ..!!
المشكلة أن الشركة ومنذ ذلك الحين تصفي الحسابات على دفعات وخلال أكثر من عامين لم تصفي سوى 6% من إجمالي المبلغ لكل عميل ..!! فمتى يتم تصفية كامل المبلغ ؟.. كم من السنوات سينتظر العملاء حتى تتم التصفية النهائية ؟ كما أن اعطاء المبالغ بالقطارة يعني أن لا يستطيع الفرد الاستثمار في جهة أخرى ويذهب المقبوض في خبر كان ..!!
وفي خبر صحفي نُشر يوم السبت 4 /7/ 1438هـ يقول : ” حوكمة الشركات تلزم مجالس الإدارات بلجنة خاصة لإدارة المخاطر ” وأنه يأتي تشكيل هذه اللجنة إدراكاً من ( هيئة سوق المال ) ؛ لأهمية دراسة وتحليل المخاطر التي قد تتعرض لها الشركة وإدارتها ، وتقييم أعمالها ورفع التقارير اللازمة عنها مع إلزام مجلس الإدارة بتوفير المعلومات الكاملة والواضحة والصحيحة وغير المضللة لتمكين المساهم من ممارسة حقوقه على أكمل وجه .. وتقدم هذه المعلومات في الوقت المناسب.. “.. وكم نتمنى تطبيق هذه النظريات المالية ، والحوكمة الرشيدة على أرض الواقع على الشركات المعنية وتحديد المخاطر التي تهددها ، وتقديم التوصيات للمجلس حول المسائل المتعلقة بها وكيفية التسريع بإعادة الأموال لأصحابها في أقرب وقت ممكن .. خاصة وأن الشركة – حسب علمنا – لديها أذرع استثمارية أخرى في مختلف دول الخليج العربي، وآسيا وأوربا ..وغيرها !!
بل إن ( مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية قد حدد عشرة برامج لتحقيق رؤية المملكة 2030م ) ؛ سعياً منها في جعل اقتصاد المملكة أكثر ازدهارا ومجتمعها أكثر حيوية ؛ فهذه البرامج تمثل منظومة تحقيق الرؤية التي سيعمل المجلس على مراقبة تنفيذها باتباع الحوكمة المقرة التي تضمن المسائلة ، والشفافية ، والرقابة المستمرة ومن تلك البرامج المهمة : برنامج ( تحسين نمط الحياة ) ، من خلال تهيئة البنية اللازمة ومنها تنويع النشاط الاقتصادي . وهذا يتطلب أن تعود الأموال لأصحابها حتى يصبحوا قادرين على تفعيل نشاطات اقتصادية قيمة للوطن. كما أن من البرامج أيضاً برنامج :(ريادة الشركات الوطنية ) وتحفيزها والعمل على ترسيخ مكانتها مما ينعكس إيجاباً على صورة المملكة ومتانة اقتصادها ” ، وهذا يتطلب إعادة دراسة وضع الشركة ، وحل مشكلاتها ، بل ومساعدتها للوقوف مرة أخرى ثابته راسخة مما يساهم في رفع المستوى الاقتصادي للدولة والمعيشي للأفراد .
كلنا أمل من صاحب الرؤية النيرة 2030 م ولي العهد ، صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان- حفظه الله – في إعادة الحق إلى نصابه فوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – رعاه الله -يقول في مناسبات عديدة : ” إذا شفتوا شي يضر المواطن وبأفراد أو قبيلة أو بشركة أو ببلده فإن أبوابنا مفتوحة ، وتلفوناتنا مفتوحة ، وآذاننا مفتوحة والله يحييكم ” . فبهذه الكلمات اختصر القائد العلاقة بينه وبين المواطن في أخذ الحقوق ، وأن صاحب الرؤية بتسويته للمشكلات الاقتصادية التي تمس المواطن سيرى نتائج رؤيته تطبيقاً واقعياً مثمراً… فيثمر القرش الأبيض رخاءً وازدهارا ..

فاتن محمد حسين