محمد ربيع الغامدي

الورقة العكاظية

 

ورقتي التي تقدمت بها لمهرجان عكاظ اشتملت على نقطتين: التفريق بين الوثيقة والنص التاريخي والنص الأدبي، فالوثائق تطلق على مدونات تتراوح بين مكتوبات الانتقال (الملكية – أو العصمة) والنقوش (الشواهد والنصوص الصخرية) والمراسلات التنظيمية (الحكام والولاة والقادة) وآفتها التزوير فإن سلمت فقد برئت من كل عيب، أما النص التاريخي فهوما يكتبه المؤرخ، وآفته العاطفة فإن لم تكشفها المقارنات اللاحقة فقد أودت بالتاريخ، بينما يطلق النص الأدبي على ما يكتبه الأديب، شعرا وسردا، وزينته الخيال فإن سُلِب منه لم يعد أدبا.
النقطة الثانية حول الشعر الشعبي والتاريخ، وقد ظهر (في منطقة دراستي) اهتمام الشعراء بالتاريخ في خمسة مستويات: المستوى الأول: توقيع الحدث التاريخي على حالة محلية، الثاني: توقيع الحدث التاريخي على حالة الشاعر المقابل في المقارعة الشعرية، الثالث: توقيع حالة محلية على حدث تاريخي، الرابع: توقيع حالة الشاعر على حدث تاريخي، الخامس: رصد الأحداث شعرا فتدون حادثة بعينها، أو حقبة تاريخية محددة، أو حقب تاريخية طويلة.
والخلاصة: فالتاريخ المدون شعريا ما هو الا ضرب من تخييل التاريخ، ومن المجحف أن يحتج به تاريخيا، وخاصة المستويات الأربعة الأولى فإنها تطلب تأويلا قد يقتل الشعر والتاريخ فيها، لكن النماذج التي طالعتها بصفة عامة تحمل في طياتها مفاتيح كثيرة، أو حلقات المفقودة، أو ترجيح أو كشف، ومع ذلك فمنزلتها بعد الوثائق وبعد النصوص التاريخية.
محمد بن ربيع الغامدي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button