أوشكت الإجازة الصيفية على الانتهاء ، ومازال مصير تعيين مُعلمين ومُعلمات جُدد غامِضاً ، ولم يتم البت فيه حتى كتابة هذه السطور ، بل وزارة التعليم مازالت تلتزم الصمت حيال هذا الأمر !! الأمر الذي جعل الخريجين والخريجات والمؤهلين والمؤهلات منهم في حيرةٍ من أمرهم من عدم الإعلان عن الوظائف التعليمية حتى الآن ، في الوقت الذي اعتادت فيه التعليم على الإعلان عن الوظائف التعليمة مُبكراً ، حتى يتنسى التسجيل ، وإجراء المقابلات الشخصية مُبكراً قبل بدء العام الدراسي القادم ، في ظِل التقاعد الكبير في صفوف المعلمين والمعلمات بنهاية العام الدراسي الماضي 1437/1438هـ، والذي بلغ بحسب المصادر التعليمية 51 ألف مُعلم ومعلمة ، عدد كبير جداً ، تُرى .. كيف ستغطي التعليم ذلك العجز في ظِل القلق الواضح الذي تعيشه إدارات التعليم في مختلف المناطق من عدم الإعلان عن الوظائف التعليمة حتى الآن ..؟!
في ظِل ذلك الأمر المُحير ، فاجأت وزارة التعليم منسوبيها ، والمجتمع بإدخال التربية البدنية إلى مدارس التعليم العام للبنات ، على الرغم من عدم موافقة مجلس الشورى على ادخال التربية الرياضية في مدارس البنات ! والسؤال المطروح كيف يتم إدخال التربية البدنية لتعليم البنات في ظِل عدم تعيين مُعلمات لذلك التخصص ؟! وفي الوقت الذي ينتظر فيه آلاف الخريجين والخريجات خبر الإعلان عن الوظائف التعليمية ..! فهل سيتم استقدام معلمات جُدد من الخارج ، كما صرح مسؤولي وزارة التربية السابقين قبل سنوات ، أم سيتم الاستعانة ببعض المساعدات الإداريات ممن يحملن الشهادة الجامعية لتدريس تلك المادة بعد إعطاءهن دورات مُكثفة لتغطي ذلك التخصص ، ولو مؤقتاً حتى يتم تخريج دفعات عبر الجامعات خلال السنوات القادمة ..؟!
وخِتاماً .. يجب أن يَعلم مسؤولي التعليم أن استقدام مُعلمات من الدول العربية أو غيرها لتدريس التربية البدنية في نظر بعض الخريجات مرفوض جُملة وتفصيلا ، بل هو أمر غير قابل للنقاش من أصله !! وما ذاك إلا لأن لدينا عَطالة وبطالة كبيرة بلغت الآلاف من الخريجات الجامعيات ، منذ أكثر من 10 سنوات ، ومازال الكثير مِنهُنَّ عاطلات من مختلف التخصصات ، ولذلك فَهُنَّ أولى وأحق بهذه الوظائف من الاستقدام في حالة استعانت الوزارة بذلك الحل ! وتخصص التربية البدنية ليس بالأمر الصعب ، فتكفيه دورات من شهر إلى 3 أشهر قد تزيد أو تنقص للمصلحة العامة في إعطاءهن دورات مُكثفة حتى يصبحن جاهزات لتدريس المادة ، وكذلك من الممكن أيضاً الاستعانة بالمساعدات الإداريات ممن يحملن الشهادة الجامعية كي يغطين العجز إذا وِجِد في هذا التخصص ، وتم فعلياً من العام الدراسي القادم 1438هـ ، كما نأمل من مسؤولي التعليم في ضرورة الإسراع للإعلان عن الوظائف التعليمية ، حتى لا تبقى إدارات التعليم تَئِنْ من الاحتياج حتى وهي صامِتة ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..!
ماجد الحربي
كاتب صحافي