المقالات

2017 مستنكراً : من أنتم ؟

 

هل تعلم ياعامنا الموقر 2017 أننا مازلنا نطمح لمزيد من التطور المادي؟!
طبعاً .. وبكل ماتحويه هذه الكلمة من معنى !
حقيقة أذكرها لك ياعامي العزيز ، فقد ركبنا السيارات الفارهة ، سكنا أفخر المنازل ، لبسنا أرقى الماركات العالمية وأكلنا من أشهر المطاعم .
لا وأزيدك من الشعر ليس بيتاً بل بيوتاً ، نحن بصدد إفتتاح دور للسينما !
نعم هنا ! وبدأنا بإقامة حفلات غنائية يحضرها الجمهور أقصد “العوائل” !
أعلم مدى دهشتك ! فبالأمس القريب كنا نقيم فعاليات تكسير الآلات الموسيقية وسط تهليل و تكبير ! وكأن القدس قد تحررت !
وسأخبرك أيضاً بأمر بالغ الأهمية قد أثر على صغيرنا وكبيرنا بل وأصبح هو الهواء الذي نتنفسه !
لا تنظر إليّ مستغرباَ ! إنها الهواتف الذكية بل وبرامجها بالتحديد !
أعلم أنك تعرفها من أعوام سبقتك وكثيراً ، وأنها قد غزت العقول وأثرت على ساكني مشارق الأرض ومغاربها .
لكن فضلاً دعني أكمل !
إنها ذكية لدرجة أننا في غرفنا مستلقين على أسرتنا ونرى ماذا يفعل الآخرين في غرفهم وهم يبعدون عنا ملايين الآميال !
وأعلم أيضا! أنك تعلم ذلك وقبلك بست سنوات !
يا 2017 ؟! الصمت البادي على ملامحك ! يوحي بأنك لم تفهم المغزى من كلامي!
سأخبرك الآن … هل تعلم أنه بالرغم من هذا لاتطور الهائل في تلكم البرامج المحملة على الهواتف والتي تبيح لنا و (بعلم) مستخدميها الإطلاع على تفاصيل حياتهم كيوميات وكأننا نتابع مسلسلاً أماننا ! إلى أننا وبالرغم من هذا التطور ، هناك نقطة لم نتطور فيها مع الأسف !
ويبدو أنه لا أمل يلوح في الأفق !
كلا يا 2017 … لا داعي أن تربت على كتفي مواسيا! ياعامي الشاهد على الأحداث !
ولا تستعجلني أيضاً ! دعني أتنفس خيباتنا قليلاَ !
الآن سأذكر لك ماعجزنا أن نتطور فيه !
فكرياً ! نعم فكرياً !
فمازال الكثير منا .. وركز على هذه الجملة كثيراً ( كثيــــــر منا) يمارس الوصاية على الآخرين رافضاً أختلافهم ! بل وإختلاف آرائهم ! والمطلوب منا أن نكون جميعــاً نسخة طبق الأصل عن بعض..في كل شيء!
لا تبتسم بسخرية.. أعلم سخافة الأمر ! ولكن سأخبرك الأعجب من ذلك !
إنهم يتدخلون في قرارتنا وحرياتنا الشخصية بل حتى في مصائرنا الآخروية !
والعجيب أنه وبإقرارِ جازم منهم بأن مصيرنا إلى النار لا محالة! بل ولو كان بيدهم وضعنا بأيديهم في الدرك الأسفل لفعلو ا! ماعدا ….. ماعدا هم و أقربائهم !
نعم نعم … لا ترفع حاجبيك نعم …يحدث هذا وفي عصرك أنت ! والذي يفترض فيه أنه عصر التقدم والوعي !
ولكن المفاجأة أن هذه الإنفصامات والتناقضات المقيتة ليست فقط ممن تطرف في الدين حتى أنجرف عن مساره فكفر وفجر ! لالا … إنه من جماعة لدينا نطلق عليهم ( جماعة أحب الصالحين ولستُ منهم).
يبدو أن الإسم المطلق قد أعجبك من عمق هذه القهـقهـة ! لا بأس
أعلم أن هذه الأفكار الرجعية المندثرة لا تناسبك ، لكن ..أستميحك عذراً فلم أكمل تعريفي عنهم بعد !
هل تعلم أن كل سلوكياتهم وتصرفاتهم الرعناء تلك لعلهم ينالون ..بإدعائهم حب الصالحين.. وإدعاء التقدي بهم (زوراً).. شفـاعة !
لا تستنكر …أعلم أنه هراء !
هل تعلم يا 2017 أنهم يعرفونك رقماَ ولم يعونك حقيقة !
هل تعلم أن بإمكان هؤلاء إثارة رأي عام , بث الفوضى والتشويش فقط لمجرد العبث!
هل تعلم أن هؤلاء يضربون القيم والمبادئ الإجتماعية أو حتى الدينية حسب المصلحة ! ومدى سريتها !
وقد ذكرت هذه التصنيفات فقط كونهم يتغنون على رؤسنا بها في العشي والإبكار ! طبعا! القيم الإنسانية والأخلاقية هي مصطلحات لم تندرج بعد في قواميسهم !
دعنا نكمل ! يضربون قيم المجتمع و مبادئ الدين الذين يدّعون تقدسيهما طالما هم بعيدين عن أعين المحيط الذي يقدسونه أكثر من تقديسهم لله الذي يدّعون أيضا معرفتهم به ..بجلافتهم غلظتهم ونفاقهم!
ألم أخبرك بعد ! لديهم مهارة فائقة ويستميتون إستماتة لهتك أعراض الناس وإقتحام خصوصياتهم
لا تبتئس إنه واقع معلوم لكن مسكوت عنه !
هل تذكر تلك البرامج التي حدثتك عنها والتي تبث يوميات مشتركيها ، هم يشاههدونها ويشاهدون جميع أصناف البشر بإختلاف جنسياتهم ، دياناتهم ، سلوكياتهم ، أفكارهم ، آرائهم ونظرتهم للحياة ..لكن … لا يهتمون!
فشعارهم نحن لنا خصوصية ! فالتطور الفكري وأخذ الجميل اللطيف من سلوكيات الأمم لا يعنيهم لأنها ليست من عاداتهم! هذا …غير إزدرائهم لكل من أختلف عنهم رأياً ، فكراً وثقافة وخرج عن التقليد والأطار..وفكر خارج مربعهم الفارغ !
هذا التطور التقني الذي تحمله في جعبتك يا 2017 استعصى أن يطور عقولهم ، فقاموا بإختراق كل القيم الدينية ، الإجتماعية ، الأخلاقية والإنسانية وقاموا بمراقبة الناس و التجسس عليهم !
لا تتوقع أن هذه المراقبة فقط عبر الأجهزة الذكية ! لااا وإنما لو أًتيحت لهم الفرص لإقتحام خصوصيات الناس وتتبع عثراتهم بالواقع فحتماً هم فاعلون إما عبثاً وفضولاً وأما لإستخخدامها في النكاية والإضرار بخصومهم ! أو حتى بمن لايعرفون فلاضير ! فقد يدخل في الإحتساب والنهي عن منكر ! تبريراَ لتجاوزاته أمام نفسه هذا إن كان هناك ضمير و وزاع حي ويقظ يحاسبه من الإساس ! وقد يكون تجسسهم تهديداً أو تشهيراً أو لإلحاق أذى مضاعف !
هل تعلم ! أنهم ماهرون جداً حتى في التنقيب!
لا راحة لهم قبل أن يعرفوا عنك مالا تعلمه أنت حتى عن نفسك !
لاتضحك ساخراً ! فهم لايفهمون معنى … حياة خاصة أو خصوصيات لا تعنيهم !
وإن رفضت هذا التدخل الفج وقررت شراء دماغك بعيداً عن سطحية الفارغين ولم تمنحهم شرف ملازمتك ..فلن يسمحوا لك ذلك !
لأنك لم تشبع فضولهم بعد ! وبالتالي فاستعد لهجمات الغزاة !
نعم طاقاتنا مركزة ومرتكزة على الآخرين والوصاية عليهم ومراقبتهم أكثرمن الإنشغال بأنفسنا!

يا 2017 هل أنت بخير !
أعلم أني قد أكثرت عليك والإحباط قد أصابك !
لكن لاتقلق فلست الوحيد الذي سيحبط !
حتى 2050 سيُحبط مثلما أُُحبطت أنت الآن .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button