المقالات

خزانات المنازل العلوية تلوث وامراض (2-2)

العيادة البيئية الشاملة

نكمل بقية مقالنا حول خزانات المنازل العلوية ومخاطر تلوثها وأصابتنا بالامراض والتي قد تكون خطرة
مصادر تلوث الخزانات :-
ويرجع تلوث الخزانات إلى عدم نظافة الخزان وعدم إحكام غلقه، مما يسمح بدخول فضلات من الطيور أو الحيوانات كالقطط والكلاب مع إمكانية تخلل الأتربة إليه التىتثيرها الرياح إضافة إلى مياه الأمطار، كذلك يعد دخول الضوء إلى الخزان من العوامل التى تساعد على تكاثر الطحالب وإتمام دورة حياتها، مما يترتب عليه تغير فى رائحة وطعم المياه. كما أن هناك بعض الأجناس من الطحالب الخضراء المزرقة تعد مصدرا للتوكسينات عالية السمية للإنسان حيث اثبتت هذه الدكتورة هَوازن مطاوع استاذ الميكروبيولوجيا بجامعة ام القرى بمكة قسم الاحياء
.وتعد النيماتودا واللافقاريات من الملوثات المنتشرة للخزانات وهى تقاوم تأثير الكلور المستخدم فى معالجة المياه . كما أنها قد تحمل داخل جسمها كائنات أخرى أصغر حجما ولكنها أكثر ضرر وأكثر مقاومة للمؤثرات الخارجية وهى تتكاثر فتخرج وتتحلل داخل جسم الإنسان وبعض أنواعها يسبب أمراضا.
كما تشير بعض الدراسات إلى انه فى حالة خلو المياه من أنواع الميكروبات المرضية، فإن المحتوى العالي من البكتريا يتيح فرصة وجود البكتريا الانتهازية المرضية من بين المحتوى البكتيرى العام. وهذه المجموعة من البكتريا لا تسبب أضرارا صحية للأشخاص، ولكن هناك فئات تصيبها أضرار نتيجة وجودها بالمياه مثل الأطفال وكبار السن والمرضى فى فترة النقاهة، ومرضى نقص المناعة بسبب العمليات الجراحية أو نقل الأعضاء أو بسبب الإيدز .
ومن العوامل المهمة التى تزيد مشكلة تلوث الخزانات استخدام الموتورات عالية القوة فى رفع المياه إلى الخزانات مع انخفاض الضغط فى الشبكات العامة، علاوة على إمكانية سحب السوائل التى تحيط بالشبكات من الخارج فى حالة وجود شروخ أو ثقوب بالمواسير، وهذا ما يؤكد إمكانية تلوث المياه بالكائنات الميكروبية.
مواد تصنيع الخزانات :-
وبالنسبة لمواد تصنيع الخزانات ودورها فى الوقاية من تلوث المياه، يؤكد أحد المهتمين في هذا المجال أن الخزانات ذات السطوح الخشنة تكون صعبة التنظيف، مما يجعل الكائنات الدقيقة تلتصق بها وتعيش فى تجاويفها ويكون من الصعب وصول المطهرات إليها.
لذا فإن الخزانات المنشأة من خرسانة مسلحة غير مفضلة، ولكن من الممكن تغطية سطوحها بالسيراميك مما يسهل من عمليات النظافة والتطهير الدورية او طلاء جدارها بمواد يكون سطحها أملس ومخصص لهذا الغرض ولكن خطورتها قد يخرج هذا الطلاء مع الوقت ويتسبب في مشاكل صحية . أما استخدام المعادن كمادة إنشاء للخزانات فلها بعض المخاطر الصحية نتيجة الصدأ وخروج المعادن أو مركباتها إلى المياه، ولا ينصح باستخدام أية مادة طلاء لأنها مع الوقت تتسرب إلى المياه وتسبب مشاكل صحية.
أما الخزانات المصنعة من الإسبستوس وهذا خطرة للغاية فقد تنفصل عنها هذه المادة وتنتقل من خلال مياه الشرب إلى الإنسان لتخترق جدار المعدة أو الأمعاء وهى تعد من العوامل المسببة للسرطان.
وبالنسبة للخزانات البلاستيكية فمع تعرضها للعوامل الجوية لا تتحمل، كما أثبتت الأبحاث أن هناك أنواعا معينة من البكتريا تلتصق بسطح البلاستيك ويمكن أن تستخدمه كمادة نمو وتحلله فينتج وحدات تكوين البلاستيك وهى من الموادالمسرطنة ويمكن ان نثبت هذا حتى بدون تحليل وهو مسح جدار الخزان من الداخل وهو متليء بالماء خاصة الخزان الذي يهمل في تنظيفه لأكثر من سنه نلاحظ تكون مادة لزجة عند مسح جدار الخزان بكف اليد هذه عبارة عن فطريات تكونت على جدار البلاستيك او الفيبر جلاس.
تطهير الخزانات :-
لذا ينصح المهتمون والخبراء بالتالي :-
باستخدام الخزانات المصنعة من الصلب غير القابل للصدأ وليس الحديد فهى من أكثر الأنواع أمانا وان كان من الصعب خاصة في الدول الحارة مع أهمية القيام بعمليات النظافة والتطهير الدورية، وتشمل إزالة أية ترسيبات باستعمال الفرش مع تيار مياه مندفع . لذا لا مانع من استخدام الفيبر جلاس مع التنظيف المستمر اقل تقدير مرتين في السنة .
ويجب أن يتوافر فى قاع الخزان فتحات للتخلص من هذه المواد مع غلق الصمام المؤدى إلى شبكة المواسير التى تغذى الشقق حتى لا تتلوث مع تكرار عملية الشطف بالماء. ثم تأتى خطوة التطهير وتتم باستخدام محلول عالي التركيز من هيبوكلوريت الصوديوم أو الكالسيوم الخالي من الرواسب، ويضاف إلى الخزان بعد ملئه بالماء بحيث يكون تركيز الكلور الحر لا يقل عن 20 ملليجرام لكل لتر ثم يغلق الخزان على الأقل لمدة نصف ساعة لضمان بقاء تأثير الكلور، بعدها يتم الشطف عدة مرات بالماء النظيف، ثم يملأ الخزان بالمياه النظيفة وتكرر هذه الخطوات كل شهر فهناك شركات مهتمة بهذا الجانب يمكن التعاقد معها سنويا كاشتراك سنوي للقيام بهذه المهم بالضبط كما هو معمول في المسابح .
ومن العوامل المهمة الملوثة للخزانات بقاء المياه ساكنة مدة طويلة مما يساعد على الترسيب، وبالتالي تجد الكائنات الدقيقة البيئة المناسبة للتكاثر، هذا إلى جانب ارتفاع درجة حرارة مياه الخزان إلى 30 درجة مئوية، وهو ما يتحقق خلال أشهر الصيف ويساعد على زيادة نمو الكائنات الملوثة .
الحرص على غسل وتعقيم الخزانات العلوية والسفلية بواسطة شركات متخصصة باقل تقدير مرتين في العام . فلا نقول اننا لا نستخدم هذه المياه في الشرب نعم ولكن نستخدمها في الوضوء خمس مرات في الاستحمام في غسل الخضروات والفواكة في الطبخ ومسام الجلد من السهل ان ينفذ من خلاله هذه الملوثات .
نسال الله ان يحفظنا ويجنبنا هذه الامراض
د. فهد عبدالكريم علي تركستاني
استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى

د. فهد عبدالكريم تركستاني

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى