في مقطع سخيف تم تداوله مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم لاحقا وللأسف الشديد عبر قناة m p c.. وكما عرَّفه مذيع القناة المبهور بنجم من نجوم السناب شات . لشاب ساذج في مقتبل عمره.. يتطاول هذا الشخص المغمور على مفردات لهجة دولة خليجية شقيقة، ويصبح بعدها من المشاهير بل ويزيد عدد متابعيه إلى الآف بعد هذا المقطع التافه باعترافه شخصيا..!!.
أمر محزن يدعو للدهشة فعلا فهل أصبح الخواء الفكري، والتطاول العبثي هو المدخل السريع لأوسع أبواب الشهرة والنجومية؟ عموما تزداد الدهشة أكثر من هذه القناة الإعلامية باستضافة مثل هذه النماذج المتطاولة على شعب كريم يستحق التقدير والاحترام لا السخافة والاستهزاء. ولكن يبدو أن المتعة والفائدة الحقيقية لعقول الناس وأفكارهم أصبحت الآن بلا أهمية تذكر في وقت اختفت فيه قسرا القامات العظيمة من مسرح الحياة.
إن وجود مثل هذه النماذج الغريبة، وغير المحترمة في المجتمعات كافة. بالإضافة إلي تصادف وجود البرامج الحديثة من تويتر والسناب شات وغيرها من وسائل الإعلام الجديد؛ لهي مدعاة للخروج عن الذوق العام ، والأصول الاجتماعية المتعارف عليها. فليس من المعقول أن تكون السفاهة، والسخافة، والتهكم سواء على أفراد، أو على جماعات مؤشرات طبيعية لعالم الشهرة والنجومية الزائفة. والمؤسف أن تصبح بعدها هذه النماذج التافهة مطلوبة من ناحية اجتماعية أو إعلامية أو تجارية.. والكارثة حين تكون مطلوبة من ناحية توعوية..!! والغريب أن تجد من يصفق لها بقوة..ويرحب بها على أوسع نطاق ..وعلى كل حال وكما هو معروف بأن الطيور على أشكالها تقع.. في سوق متدني، وأجوف.. يحتمل الكثير من السقطات والتفاهات..!!
في عالم متغير وسريع، وفي ظل برامج مستحدثة مستقبلا.. نخشى أن تتطور هذه السخافات والتفاهات إلى أبعد ممانتصور. لمثل هذه الشخصيات الساذجة والتي تمثل بلاشك قدوات سيئة للغاية للأجيال الحالية واللاحقة.. بتبني أفكار أكثر جرأة ووقاحة من خلال القيام بمشاهد قبيحة.. تنعكس سلبا على الأدوار التربوية الهادفة للمؤسسات التعليمية ، والتي هي تعاني أساسا في الوقت الحالي من صعوبة في غرس المفاهيم السلوكية السليمة في أذهان الطلاب والطالبات وذلك للدور المسبق لوسائل الإعلام في نقل صورة غير ملائمة عن المعلمين والتقليل من مكاناتهم التربوية والتعليمية ، فهل بالإمكان أن تتظافر الجهود لمختلف مؤسسات الدولة القضائية ،والأمنية ، والتعليمية، والإعلامية؛ للحد من مثل هذه الظواهر السلبية، فقد زاد الحال عن حده. ونخشى أن يكون طموح الشاب حفظ مفردات طويلة وسامجة من السخرية والاستهزاء؛ للحاق بالتافهين السابقين وصولا للنجومية المزعومة.
للاسف هذا واقع مرير
صح لسانك هذه من علامات آخر الزمان