لنعرّف أولا معنى كلمة هياط ولو أن ماسيُذُكر لاحقا يعرّف معناه بحق وحقيق!
الهياط قد ذكر في المعاجم .. وهي كلمة فصيحة.. إنتشرت بشكل كبير بين العوام
فهذا معجم الرائد يذكر معنى
( بينهما مهايطة ) أي كلام مختلف وضجة .
ويذكر أيضاً معنى آخر له (مازال في هيط وميط ) أي في ضجة و (اختلاط أصوات وشر)
ويذكر في معنى أخر هايط: ضج و ( هايطه ) أي أستضغعفه (وهذا الذي يهمنا حقيقة)
هذا إذا أخذنا أيضاً بعين الإعتبار تعريف إبن منظور له في (لسان العرب) وهو الصيّاح والجلبة فنكون
قد قصينا القصة!
فقد حدث و بليلة من الليالي أن كانت إحدى بنات الوطن الطموحة ،الجادة والمثقفة.. تقوم بعملها
والذي قُدّرعليها كخريجة بكالوريوس أن تعمل كمحاسبة صندوق في إحدى المحلات..وكأنها
الوظيفة الوحيدة والمحتكرة لتوظيف الفتيات شئن أم أبين !
لن نتحدث مزمجرين ونقول كغيرنا السعودية للسعوديين لا .. السعودية في وظائفها الدنيا
للسعوديين فقط ! ماعلينا… قلنا أنه الشغل مو عيب… بالرغم من أنه براتب ضئيل لا يكفي الحاجة حقيقة فقط 3000 ريال وإن(ضربته الحمى)وصل إلى 3500 كراتب وفي أيامنا هذه !
تجدر الإشارة الى جملة ضربته الحمى هي وصف عامي لمعنى أقصى تقدير ونذكره هنا لمناسبة
الموضة الدارجة في البيوت هذه الأيام فيكاد لايخلوا بيت من مريض بالحمى في هذا الصيف!
ماعلينا …نريد التنويه بأن الأنثى في عصرنا لا تشارك فقط زوجها بل تشارك أباها وأخاها مصاريف الحياة الحديثة وهذا التوضيح ذكرته قبل أن يقرأ مناصري (الأنثى تكفيها 300 ريال في الشهر وكثير عليها وحقها من الحياة أن تتعلم كيف تفك الخط تقرأ وتكتب ومن ثم تزف إلى بيت زوجها وما بعدها إلا القبر)
لذلك أردت التوضيح أننا في عام 1438 هـ 2017م .
نعود لقصة إبنتنا الفتاة الموظفة وبمعادلة بسيطة فتاة موظفة = سائق أو بالأصح مجموعةسائقين
فمن حق أي ذكر هنا وإن لم يكن بالنظام أن يعمل كسائق مهما كانت جنسيته بل و يرفع سعره
طالما لديه سيارة ويستطيع القيادة، ولانريد أن نخوض في مشاكل غلاء الأسعار في شركات
التوصيل المتعارف عليها والمصرح بها فالعداد شغال وسط الزحمة والحسابة تحسب ، ولو افترضنا جدلاُ أن مشوارا ذهاب يكلف15 ريال كحد أوسط وإياب مثله ، فتكون النتيجة بالشهر مبلغ وقدره يخصم من راتب الضعيفة!
وأقل سائق يتم التعاون معه بالشهر هذا إذا أفترضنا جدلا أنه سيلتزم معها سيطلب 1000 ريال
تجدر الإشارة إلى أن بعض الشركات أصبحت تطلب توفر سائق عند المتقدمة للوظيفة
حتى لاتصدع رأسها بموال لم أجد سائق يحضرني للدوام !
فكل أنثى هنا بحاجة لسائق ، فليست كل النساء لديها ولي متفهم و يؤمن بحقها في العمل وإثبات نفسها وإن توفر هذا الراقي المتفهم فهو أيضا لديه مسؤولياته وإلتزاماته فليس من المنطق أن يخرج من عمله يوميا مستئذنا ليعيد إبنته ، زوجته وأخته من العمل أو المدرسة وكأنهن أطفالا صغارا!
الحياة العملية والمدنية تتطلب العمل والمشاركة والتكاليف أضحت مضاعفة ، وكون أنها بحاجة
لسائق فهذا يعني أن نصف الراتب طائر بالهواء لامحالة
لذا سنعتبر أن راتبها هو 1500 ريال بالواقع .. ولاننسى أيضا كونها كاشير فطبيعي عليها أن تتحمل أي عجز أو خطأ بالحساب وإن كان هللة واحدة
ولاننسى أن مدرائها المباشرين من غير جنسيتنا وما أدراك ، عندما يتسلط على إبن البلد من كان من خارجه
..عفواً ..إنها بنت .. وفي بلدنا ليس الذكر كالأنثى ..حتى وصل هذا الإنطباع لغير السعوديين من ساكنين أراضينا .. خاصة عندما يرى بنت البلد وقد أهانها وتعدى عليها إحدى المهايطيين من
أبناء البلد ! وذلك عندما أراد أن يسترجل عليها كونها أنثى ولايحتاج كلمة إسترجال إلى معاجم لشرح معناه والذي تستهجنه النفس عندما يستقوى ذكر بعضلاته ،لسانه وببذائته وبكونه في مجتمعه الذكوري على أنثى كونه فقط ذكر ؟!
وياليت ذلك كان على حق !
فقد أراد ذكرنا المدلل البطل الِمهيّاط على وزن مغوار.. وهذه من عندي ولاتخبروا سيبويه عني،
فيموت في قبره مليارات المرات …فقد قام العرب قبلي وسيقوم بعدي بقتل سيبويه وعلمه في كل
دقيقة وثانية!
نعود الى مهياطنا ..فقد ترازل على مناضلتنا الوطنية بطلة هذه القصة ،وأقولها مناضلة لأن ماذكرته سابقا تمر به أغلب الموظفات السعوديات وذلك يكفي لإطلاق هذه الصفة اللائقة عليهن في رحلتهن في الكفاح لإثبات حقهن بالحياة وبجدارة، كرامة وإستحقاق.
وهنا أقول ترازل ولكن بمعناه المتعارف عليه في الغربية وليس في معناه بالصحيح والفصيح
وهي الشح والبخل وإنما بما ساد عندنا ..وبكل ما أشتملت هذه الكلمة من كل معاني السخافة وقلة
الحياء وفقدان المرؤة وإن أردتم الرجولة أيضاً ولكم الحكم .
فقد قرر وبكل فجاجة وفظاظة أن يعيد بضاعة قد اشتراها منذ شهر ومن فرع آخر والعجيب المضحك أنه تم الكتابة على الفاتورة بقلم وبخط اليد أنه يمكنك الإسترجاع في أي وقت!
حتى التزوير والكذب ذكاء وفن ، ولكن لم تدركه يد من كتبته لأنها كتبت بنفس الورقة المطبوع عليها
سياسة التبديل والإسترجاع !
فقامت بطلتنا المناضلة وزميلتها …ولزميلتها مواقف أيضاُ في هذه القصة فقد نالها من التطاول مانالها
أن طلبوا منه وبكل أدب مخاطبة المدراء وخدمة العملاء لنفس الشركة كون الإشكالية تكمن في
الوقت والمدة وليس لديهم أي صلاحية في ذلك .
حتى يقوم بطلنا المهيّاط ومعه نسائه بالصراخ والجلبة قائلين ستعيدونه وغصباً عليكم !
والأدهى والأمر أن قام هو ونسائه بسحب ماتلقفته أيديهم وهم خارجين متحدين إذا أردتوها إلحقونا على الشرطة !!!
ماهذا يا أخونا المهياط ! …وهل أقسام الشرطة خُلقت لهياطك وقلة أدبك وخروجك عن المألوف
والمتعارف عليه!
تذكر المناضلة أنه حدث تجمهر وسط شد البضاعة وجذبها بين الأطراف المتنازعة وفي هذه الحالة لم يكلف رجل رشيد نفسه أو حتى إمرأة حكيمة بالتدخل لفض النزاع وتركوا البطل المهياط في هياطه عليهم ومكثوا متفرجين ومستمتعين وقد يكونوا مصورين وموثقين للحدث
حتى أصيبت أثناء هذه الجلبة في يدها بسببه!
وسط ذهولها مرددة مابه رجال!
قلت زمن المعتصم قد ولى رحمة الله عليه من زمن!
طبعا يعلم بطلنا المهيّاط أن البائعات سعوديات
وأن الفتاة السعودية من أصعب الصعاب أن
تدخل قسم شرطة حتى وإن كانت مظلومة كما هو يتوقع فبالتالي هذه الخطوة كفيلة له بأن تركض ورائه الفتيات راضخات لأن يقوم بإعادة ماقام بسرقته هو ونسائه كونها عهدة عليهن وإعادة البضاعة التي يريد إسترجاعها ومن فوق أنوفهن وهن صاغرات.
لكن حدث مالم يكن بحسبان بطلنا المهيّاطي ، فقد قررن الفتيات وبكل جسارة وشجاعة وكونهن
صاحبات حق أن يذهبن مع البضاعة المسروقة في يد الأخ الى قسم الشرطة كما قرر مهيّاطنا وأراد.
وهناك تحدث المفاجأة ، بطلنا المهياط هو مجرد عاطل عن العمل و متزوج حديثاّ وزوجته المشاركة في الحدث حامل ! وكل هذه التفاصيل تذكرها أمه العجوز وهي راضخة تحت أقدام بطلاتنا متوسلة بالتنازل عن إبنها الذي تصرف عليه !
وهذه الأم المكلومة في إبنها صاحب الهياط والمشاكل قد أستقلت تاكسي من وراء زوجها لقسم
الشرطة خشية أن يعرف ويطين عيشتهم !
وماحدث كان قد حدث للأم ذاتها ! قد أذلها إبنها الذكر المهيّاط المدلل من كل جهة سواء من العائلة أو المجتمع أو المحيط وحتى النظام سابقا وأقول في السابق متفائلة في تغيير بعض بنوده !
ماكان من إحدى البطلات أن تتنازل إكراما لتلك العجوز فليس لها ذنب في كل ماحدث !
ورفضت الزميلة الأخرى التنازل مطالبة بتعويض مادي لابأس به على ماحدث لهن من إهانة ، تحقير وإذلال وسحب لمراكز الشرطة وهذا أيضا من أبسط حقوقها مع توسل الأم لها بالتنازل
الآن عرفنا معنا الهياط .. بالإضافة الى تعريفات المعاجم والتي تكمن فعليا في هذه القصة في إنعدام الإحترام ، الأخلاق ، والإلتزام بالتعليمات وعدم مسؤولية من المهايطي كونه فوق كل ذلك
هو زائر للمنطقة وطائرته في اليوم التالي ولمنطقة بعيدة ! ولكن لم يدر بذهنه صمود البائعات
وعدم الرضوخ لهياطه .
المضحك أنه في أثناء هذه الجلبة في مركز التسوق تأتي إمرأة وقد وضعت جميع مساحيق التجميل حول عينيها والتي أبرزها البرقع بشكل جاذب وجدا ومع طلاء الأظافر المبهر والصارخ
لكي تحتسب على رؤوس العاملات قائلةً: مايصير يابنات صوت البنت عورة مهما حصل يفترض ماتعلي صوتك ويسمعوه الناس!
مابين مضحك ومحزن في هذه القصة إلا أن فيها ماهو من المبشرات وماهو الأكثر منها!
وعي الإناث بحقهن في العمل والعيش بكرامة وعدم الرضوخ والتنازل عن حقوقهن كونهن إناث في مجتمع غالبه يدلل الذكر ويفضله عليها.. تعد بشارة.
أما الأكثر من المبشرات تكمن في وعي الضابط الراقي في تعامله مع القضية فقد تعامل مع الفتيات كواعيات راشدات يحملن هوية مستقلة ومسؤولات عن أنفسهن ولم يطلب كالمعتاد حضور ولي الأمر وكأنها قاصر عقلاً و سنا.. خاصةُ وأن المشكلة في حقيقتها ليست سوى إزعاج للشرطة وبلبلة إفتعلها المهياطي لإثبات ذكوريته على الفتيات
ولكن لم يحسبها صح!
ولو حدث ذلك وتم إبلاغ والديّ الفتاتين .. لأستعاد المهيّاط نفسه وكرامته ! وذلك متأملا وإن كان واحدا بالمائة في تنازل الأباء المحافظين عن حقوق بناتهم خوفا من إنتشار الكلام بين محيط العائلة والقبيلة كونهن سعوديات !
بالختام .. الكثير يتطلع لذلك اليوم القريب جدا و الذي ستنفذ فيه الجهات الحكومية الأمر السامي
الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين بتمكين المرأة في إجرائاتها بما فيها الأمنية دون مطالبتها بموافقة ولي الأمر وعرقلة مصالحها.
عندما نتحدث عن الهياط اجد كثير من المظاهر تندرج تحت هذا المصطلح وغالبا ترتبط بهوس المجتمع بكلمه خلك رجال حتى الطفولة جفت عروقها وماتت من اجل هذه الكلمة لا اعلم كيف يفسر الناس تصرفات غبيه وترتبط بالرجولة وغالبا يرافق همجيتهم صداع الشيلات تعتبر الخلفيه الموسيقية اخيراً لست متفائل مازالت تنحدر سنصل الى القاع السحيق
نحن نعلم حكمة الله تعالى انه يرزق من يشاء اناثا دون ذكور و لهذا فان كثيرا من الأباء ينتظر ان تتوظف ابنته لتكون معينة له على تحمل المصاريف واهذا آمل من الجهات الحكومية مراعة ذلك الظرف و التيسير لللبنات بموظائف ….. مقال رائع يلامس الواقع بارك فيك .