من يتجول في شوارع وميادين مكة المكرمة غرة ذي الحجة يجد أن الحركة المرورية انسيابية كأي يوم في السنة؛ وذلك بفضل الله -عز وجل- ثم بالتنظيمات التي اتّخذتها لجنة الحج المركزية برئاسة مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وذلك عندما رفعت اللجنة توصياتها بمنع دخول المركبات أقل من (25) راكبًا للعاصمة المقدسة، والتي اعتمدت فيما بعد من المقام السامي، بعد إقرارها من لجنة الحج العليا برئاسة سمو وزير الداخلية، وقد ساهم هذا القرار بنسبة 99.9% في انسيابية الحركة المرورية، بعد أن كان أهالي مكة المكرمة وزوارها يعانون من الاختناقات المرورية في الحج؛ حيث يفد إليها الكدادة من كل حدب وصوب مما أدى إلى (شلّ الحركة) على مرأى من رجال المرور. حيث كانت تصل ساعات الانتظار في الطرقات إلى أكثر من عشر ساعات اكتشفنا فيها مدى صبرنا وتحملنا لحرارة مكة المكرمة، ونسأل الله أن يكتب لنا أجر ذلك.
وكان مدير عام إدارة المرور السابق اللواء عبدالرحمن بن عبدالله المقبل أشاد بقرار اللجنة المركزية القاضي بمنع دخول المركبات أقل من (25) راكبًا، وقال في إحدى الندوات التي أقامها نادي مكة الأدبي، بأن سمو الأمير خالد الفيصل أثناء وقوفه الميداني بالمشاعر المقدسة ومشاهدته لتلك المركبات، وهي تزاحم الحجاج استشارهم في منعها العام القادم وبارك اللواء المقبل الفكرة وتم اعتمادها من المقام السامي ولله الحمد، وهانحن اليوم وضيوف الرحمن نجني ثمارها وبركتها فحركة المرور في مكة انسيابية 100% .
وعلى صعيد الكثافة البشرية رفعت لجنة الحج المركزية توصياتها المتعلقة بتنظيم الحج ومن ضمنها (الحج بتصريح) من أجل ضبط عدد الحجاج، وعدم مزاحمة المخالفين للنظامين منهم، وعلى أثر ذلك أطلقت اللجنة الحملة الإعلامية (الحج عبادة وسلوك حضاري)، والتي ساهمت بشكل كبير وفعال في توعية المواطنين والمقيمين بأهمية تنظيم الحج، كما ساهمت الحملة في مكافحة الظواهر السلبية ويأتي على رأسها الافتراش عند الجمرات.
كما كان للجنة الحج المركزية دور كبير في إخراج مخيمات الدوائر الحكومية إلى خارج منى لزيادة المساحة الاستيعابية لضيوف الرحمن.
هذا قليل من كثير لإنجازات اللجنة التي ساهمت بشكل كبير في تنظيم أمور الحج برئاسة الأمير المفكر خالد الفيصل.
ومن هذا المنطلق أقترح على المقام السامي الكريم ترقية لجنة الحج المركزية؛ لتصبح (هيئة) تختص بتنظيم أمور الحج، ويكون لها أمين عام وميزانية مستقلة على غرار هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، لا سيما وأن رؤية 2030 تستهدف 30 مليون معتمر مستقبلاً، وتحتاج الرؤية الطموحة للتحضير المبكر، خاصة بعد أن أثببت لجنة الحج المركزية نجاحها خلال السنوات الماضية، وبالتأكيد وجود الهيئة سوف يخفف من العبء الكبير على وزارة الحج أولاً، وتحقيق أهداف الرؤية المتعلقة بالحج ثانياً ، وكلي ثقة بأن الحج بعد مرور خمس سنوات من الآن سوف يكون نزهة ممتعة لضيوف الرحمن، ولا أبالغ إن قلت سوف يودع الحاج المظلة الشمسية في ظل دعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن.