المقالات

وفاة كل 40 دقيقة ..!!

نخسر في المملكة العربية السعودية كل يوم أرواحا وأشخاصا بسبب السرعة المتهورة في قيادة المركبات. هل تعلمون أن المعدل (( الطبيعي )) للوفيات بالمملكة حسب إحصائية المرور السعودي تعادل 17 شخصا يوميا؟ إن هذا الرقم يا سادة حقيقي، وهو مالا يحدث حتى في الدول التي تخوض حروبا وقتالا بالوقت الحالي. هل تعلمون أننا نخسر حالة بشرية كل 40 دقيقة بحسب آخر إحصائية، وهذا بسبب التهور واللا مبالاة في القيادة.
في دول الغرب لديهم مساهمات حكومية وقضائية شرعية في موضوع القيادة المتهورة والمخالفة لقوانين المرور، والحقيقي أن كل من سافر لسياحة واجه مشكلة عظمى ولا يأتي سوى محمل بقسيمة مرورية بالإضافة إلى حضور جلسة قضاء بالمحكمة.
يأتيك من يقول إن هؤلاء ((معقدون ومتخلفون)) وأنهم لا يعلمون كيفية ممارسة القيادة .. ويكبرون السالفة .!.!
لا. ماهي كبيرة السالفة لكن أنت ماتعرف تسوق السيارة ولا تعلمت كيف تسوق بطريقة نظامية وآمنة لك ولعائلتك.
تكرار المشكلة وزيادة حجمها مع الوقت يعني أن هنالك خلل وأخطاءه فادحة ولا يوجد خطة لإدارة الأزمة أو المخاطر، وهنا نريد من يتبنى هذه القضية المرعبة. يأتي التبني أولا من إدارة المرور بالمملكة العربية السعودية في وضع قوانين صارمة جدا، ثم القضاء الشرعي ولجنة خاصة بأنظمة المرور مع تفعليها فورا. قد يكون هذا أول الحلول للتقليل والمساهمة في نزول نسبة الحوادث المرورية. عدم تبني المسؤولية للوصول إلى تغيير جذري يعني أن الأمر عبارة عن (( لا مبالاة )).
حقيقة أكتب لكم وأنا أحد شباب هذا الوطن الكبير والذي يؤلمني واقعه المروري. أتألم كثيرا بسبب القيادة المجنونة والحاصلة في كل مناطق المملكة ولأنني أرى العجب وأشعر بالخوف حيال هذه القضية. هذا أمر غير مقبول حقيقة ولا يقبله العقلاء.

كم خسرنا من أهل وأقارب وأصدقاء وأناس طيبين بسبب هذه الحوادث المرورية؟ هل واجبنا أن ننتظر خسائر كل يوم أو من الواجب أن نتخذ قرارات جديدة وهيكلة نظامية جديدة بصلاحيات قوية؟
ساهر ونظام مراقبة الطرق بالكاميرات لم يعد يجدي نفعا ولن يجني بعد ذلك أي تغييرات مستقبلية هو فقط مساهم .. وكان
الاعتراف بالأخطاء والتقصير وتبني المشكلة ثم دراستها والخروج بحلول وأوامر ملائمة للحد من مشكلات القيادة في المملكة، وربط إدارة المرور بالمحكمة الشرعية ومحاسبة كل من تسول له نفسه بتجاوز النظام المروري وحقيقة هذا ما ننتظره.
ما جعلني أكتب أيها القارئ العزيز هو ما أراه في طريقي إلى العمل كل صباح من حوادث مفجعة ولا أخفيكم أنني أرى حوادث مرورية مروعة في طريقي إلى منزلي بعد العمل أيضا. هل يعقل أن يكون صباحك ومساؤك برؤية مأساة مرورية؟
أقول لكم شيئا؟
هل ننتظر دورنا في الطريق لنحصل على نصيبنا من الحوادث اليومية؟ أو ننتظر اتصالا مفجعا يخبرنا بوفاة أو إصابة قريب لنا؟ أم نتفادى هذا الأمر بالتكاتف والمساهمة والوعي الكامل لأنظمة السواقة؟
قلما أستخدم الأمثال في حياتي ولكن لنتوقف عند هذا المثل الذي يتحدث عن القيادة .. يقول : ” عندما تقود السيارة، ظن أن جميع السائقين مجانين، وأنت العاقل الوحيد “.
نريد البت في هذا الأمر الهام واتخاذ إجراءات صارمة جدا؛ للحد من الحوادث المفجعة والخسائر الفادحة في أبناء وبنات الوطن. نريد تفعيل إجراءات قوية وسريعة لحزام الأمان، للسرعة، التفحيط، قطع الإشارات، صيانة المركبات، قلة الوعي النظامي والسلوك للقيادة. سيأتي الدور على الجميع في ظل تفاقم الحوادث المرورية اليومية وعدم اتخاذ عقوبات جديدة رادعة.

مؤسس ورئيس النادي السعودي للطلاب بالجامعة – أمريكا

Related Articles

One Comment

  1. اخي الكريم محمد الشافعي
    ما تطرقت له موصوع هام جدا وتم التطرق له كثيرا من قبل
    لكنك الان وضعت المرة غي ملعب القضاء الشرعي والمرور
    وانا اتفق معك مع اضافة التوعية المجتمعية عن طريق الاعلام ووزارة النعليم
    مقال رائع ينم عن حس وطني جميل
    شكرا لك
    ابوعبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button