الخدمات العامة في أي مؤسسة أو منشأة تشكل أحد أبرز أركانها التي لا تقوم أي مؤسسة دونها، وفي مؤسسات الطوافة يكون قطاع الخدمات العامة عصبا مهما؛ للوقوف على احتياجات ضيوف الرحمن سواء كانوا مرضى أو تائهين أو متوفين أو مفقودين أو متخلفين، فمن برامج الخدمات العامة بالمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية برنامج إرشاد التائهين، وبرنامج متابعة الوفيات وبرنامج المفقودين والمتخلفين وبرامج أخرى تقوم بها لا يمكن حصرها لا تقل أهمية عن ماتم ذكره.
ومن أكثر برامج الخدمات العامة تطورا هو البرنامج الصحي الذي أصبح قسما للخدمات الصحية لأهميته وحجم العمل فيه، حيث يتابع فيه فريق عمل متكامل من ٢١ مندوبا في مستشفيات مكة ومثلهم في مستشفيات المشاعر فترة الحج، ويشرف عليهم مراقبون ورؤساء ورديات ومشرفون على القطاع، وفي خطوة مميزة وفريدة من نوعها على مستوى مؤسسات الطوافة تم تشكيل فريق نسائي من ٨ مندوبات توزعن على أربع مستشفيات رئيسية كمدينة الملك عبدالله الطبية، ومستشفى الملك فيصل، ومستشفى الملك عبدالعزيز ومستشفى النور التخصصي كمرحلة أولى على فترتين ليقمن بتغطية الحالات من الحاجيات والوقوف على احتياجتهن وخصوصيتهن، هذا بالإضافة للدور الأساسي وهو توفير المعلومات عن هؤلاء المرضى للمؤسسة بشكل آني من المستشفى نفسها.
وتحقيقا لرؤية المملكة ٢٠٣٠، فقد دشن رئيس مجلس إدارة المؤسسة المهندس عباس قطان التطبيق الإلكتروني باسم (مطوف العربية) الذي تم استحداثه ليساعد المندوبين والمندوبات من ادخال الوقوعات ومتابعة حالات الخروج، وتوفير البيانات كأرقام الجوازات وأرقام الحجاج وربط البرنامج بباركود وزارة الحج الذي يقرأ الباركود الموجود في الأساور الإلكترونية التي توزعها مكاتب الخدمة الميدانية على الحجاج منذ وصولهم لمكة، وهي خطوة في مشوار التحول الوطني التقني ٢٠٢٠، التي نطمح لئن تتبعها خطوات متقدمة لتزويد الحجاج بأساور فيها شرائح RFID ومراقبتهم عبر غرف للتحكم والمتابعة، وتفعيل دور الإسعاف الطائر للوصول إليهم بسهولة وإنقاذ حياتهم في الوقت المناسب، وهي خطوة جيدة جدًا ليكون لكل مؤسسة مرصد خاص يرصد حركة حجاجه في كل المواقع سواء أصحاء أو مرضى، ويتتبع تحركاتهم منذ القدوم وحتى المغادرة خلال رحلة الحج تمكينًا لهم من الوقوف على خدمتهم ورضاهم.