ظهر الغداء المكان الاسطورة
غالبا ما يبحث الانسان عن الجمال لاسيما البحث عن جمال الطبيعة, فهو يشد الرحال الى امكنه سمع عنها ,ويطيل السفر والترحال اليها ,ويتجشم عنا السفر بحثا عن تلك الطبيعة ليعيش فيها ومعها لحظات ماتعة تشعره بالأنس وراحة البال, وان تعذر عليه ذلك فانه في الغالب الاعم يعمد الى مد النظر ويجول به في ارجاء المكان المحيط بحثا عن ما يسر به الخاطر ويسعد به النفس, فيدفع نظره بعيداً نحو الجمال ويطيل النظر ويغرق فيه, على امل ان ينعكس جمال الملامح الى نفسه, لتنتشي جراءهُ الروح وتزيد البهجة والسعادة والسرور, ليَدخل بعدها في حالة إحتفالية ماتعة ضمن دائرة الجمال, وهذا الشعور والاحساس قد يغيب عن غيره وان تواجد معه في نفس المكان ,والسبب يعود في ذلك ان عنا النظر ومد البصر الى عوالم اخرى قد تختفي خلف الاشياء مالم ندقق فيها, لان النظر بسطحية حتما لا يحقق البعد الاخر لجمال الاشياء على قاعدة (افلا ينظرون) فالنظر الفاحص والمتأمل للأشياء هو الذي يحقق الملمح الصحيح للأبعاد الجمالية فالأشياء بجوهرها وبحقيقة وجودها وبمسافتها الفاصلة بين بعضها البعض وان اعتراها صدى التقادم او الاعتلالات الاخرى او حتى تشوهات الحياة العابثة حينما يتناثر على وجهها المليح وبصورة مقيتة مخلفات ومستهلكات بني البشر فتنفر منها النقس السوية وحتى التراب يكرهها ويرفضها الثراء تحت الارض .
بعد هذه المقدمة اود ان انقلكم الى قلب الصورة الماتعة وضمن دائرة الجمال الباذخ فنحن هنا في دوس(سويسرا الباحة) نعيش هذه اللحظات الماتعة كل وقت فالتباينات الجغرافية في المكان مغنية بحد ذاتها فلا تحتاج الى عنا نظر او استجداء بصر فتلك التباينات منحت المكان بعدا دراماتيكيا مثير ,فما ان تقف برهه حتى تعيش مع المتعة والجمال وطبيعة بكر خلابة تبعا للوقت ,وكذا موقعك في المكان, فالنهار على تعدد تسمياته بداء من الشروق حينما تمد الشمس اشعتها وحتى أخر لحظات الشفق الاخير بحمرته الداكنة عند الغروب, فكل وقت لاشك يمنحك بعدا اخر ,ما عليك سوا اختيار موقع المشاهدة ودون التدقيق في زوايا معينه ,فمن خلال متباينات جغرافية متعددة ومختلفة تدرك تلك الابعاد فهناك مطل يشرف على الساحل تماما الامر الذي يمنحك رؤية تناثر الشفق الاحمر ومغيب الشمس حينما تدنو رويدا رويدا الى حيث تشرق من جديد انها اجمل لحظات وداع يستدعي بها الرائي والمتمشهد ذكرى عزيزه مرت عليه, الى جانب كونها لوحة فنية صنعها الباري عز وجل, وانا اجزم ان هذا المشهد الفريد قل ان يتراءَ الا من سفح ظهر الغداء ذلك المكان الاسطورة والفريد من نوعه وفي مشهد غريب ونادر قل ان تجده الا في دوس ,وانت ترصد بعدين في ان واحد وضمن لوحة يتعدد فيها الجمال وابداع الخالق, مما يزيد حالات من الشعور والاحاسيس لدى كل شخص, ففي كل وقت تمد نظرك الى الاماكن المختلفة تمنحك بعدا اخر مهيب فينعكس اليك لوحة حسب المكان والوقت ,فهناك مدرجات زراعية وقد احتضن بعضها الاخر تشعرك بعلاقة حميمية بين بعضها البعض ,وقد تناثرت اشجار الزيتون والعرعر في متوالياتها من الأمكنة وفي تدرج نحو العلو من المكان ,وما ان تعمد الشمس في كبد السماء حتى ترتسم لوحة اخري تقل فيها انكسار الضوء الامر الذي يمنحك لوحة صافية حيث ظل كل شيء مثله مما يجعل المكان يتجلى فيه البياض وحالات الصفاء وهنا حياة مخملية اخرى , وانت تقف تحت أي شجرة وفي ظلالها الوارف تهب نسمات الرياح العليلة فتحرك الاغصان فتغدو تميس كحسناء في ليلة زفافها, كل ذلك يمنحك حسا وشعورا يدفعك الى البقاء في المكان فلا تكاد تنفك من لوحة الا لأخرى, وهكذا دواليك يومك ماتع بامتياز , اما ساعات الليل فحدث ولا حرج ,لأنك في دوس وعلى سفح جبل ظهر الغداء , فلم يعد سراً ذلك المكان بعد ان وضعت امانة المنطقة مشروعها السياحي هناك فالمكان شاهق الارتفاع وتتدنى فيه درجات الحرارة الى اربع عشرة درجة خصوصاً في الفترة المسائية فالمكان يكشف كل منطقة الباحة سوا الباحة المركز او الباحة كجغرافيا ,فالجبل غدا كمحور ارتكاز يتمحور في كل اتجاه, والعجيب في هذا الموقع انه مطل على السهل التهامي وبالتالي يكشف كل منطقة الساحل مما زاد المكان بعدا جماليا أخاذ وقيمة جغرافية فريدة بهذا التوسط البيني لرؤية مد الساحل على امتداده والباحة المركز وما جاورها من محافظات. ومن هنا ننتهز هذه الفرصة لدعوة جهات الاختصاص لاستثمار الجبل بشكل أمثل ومن ذلك وضع منصات راصده نظرا لارتفاع الجبل وذلك للكشف عن حالات الضباب الكثيف التي غالبا ما يتسبب في حوادث السير او ارباك حركة المرور الى جانب معرفة سرعة هبوب الرياح وخصوصا انني قد علمت من سعادة محافظ المندق ان هناك خطة للاستثمار في المساطب الزراعية لأشجار اللوز وبعض اشجار المنطقة وقد رصد مبلغ مالي كبير لذلك وهذه المنصات ستسهم في انذار مبكر تلافياً لنفظ ثمار الاشجار وخصوصا اللوز الرمان, كما هي الدعوة موصولة لرجال الاعمال والمستثمرين لتطوير المكان من خلال وضع مناظير كبيره لمشاهدة المناطق البعيدة ودراسة امكانية عربات معلقة (تلفريك) لنقل الزائرين من اتجاهاته المختلفة الى جانب تبني رياضات اخرى كالتسلق ورالي السيارات ودرجات هوائية واخرى نارية كل ذلك سيسهم بشكل مباشر في جذب السياحة وتحقيق منافذ شغل جديده الى جانب تحقيق اهداف القيادة العليا وفقها الله لرؤيتها الثاقبة لتنمية مستدامة وفق منظور الرؤية الوطنية 2030
والى لقاء..
عوضه بن علي الدوسي
ماجستير في الأدب والنقد
مقال جميل أستاذ عوضه الدوسي الزهراني ودائما إبداعاتك لا تقف عند سقف معين بل إنها تعدت اصقاع الأرض وتنوعت مقالاتك لتثري هذه الصحيفة الرائعة بإدارتها وكتابها كما أن المتلقي يجد متعه حقيقية في أطروحاتك لأنها تبعد كل البعد عن التملق والنفاق الإجتماعي وهذا ما ميزك عن غيرك.
نعم ظهر الغداء له مكانة خاصة في قلوب دوس وزهران الأم فالتاريخ شاهد على مر العصور وكيف تعاقبت عليه الأجيال جيلا بعد جيل وهو باقي شامخ كشموخ أهله وناسه.
بقي لي عتب أخي واستاذي عوضه الدوسي الزهراني ليس عليك أنت وإنما القائمين على فرع المياه بمحافظة المندق التي لم تعد تلقي بالا على ساكني تلك القرى فالماء يكاد ينقطع ثلاثة اسابيع متتالية ونستبدل ذلك بالوايتات ومع ذلك الفاتورة مبرمجه على ٦١.٥٠ ريال شهريا حتى وإن توقف المياه المحلاة بذرائع شتى إما عطل المضخات أو لم نعد من أولويات هذه المؤسسة التي لم توظف أحدا لقراءة العدادات بل إنها ساوت بين المقيم والغائب.
ثانيا : الإتصالات لم نعد نستطع استقبال الإشارة من الابراج البالية التي وضعت لتخدير المواطن فقط وسحب الفلوس من جيوبهم دون خدمة تذكر ولم يأخذوا بالحسبان إن المواطن يستخدم الإنترنت في كل شؤونه الحياتيه دون تفصيل فهل تتمنى منطقة الباحة مجيئ السواح وهم لا يحصلون على الخدمة ولو بالحد الأدنى منها …فهم لم يأتوا ليحضروا مهرجان غابة رغدان للعسل لأن سقيا المواطن ومنعه من العطش هي من وجهة نظري أولى فهل لنا أن نرى في العام القادم صحوة وإستنفار لتصحيح ما حدث هذه السنة من إخفاق وغياب الرقابة والتفتيش الفجائي زاد الأمر سواء فاللوحات التي وضعت على الطرقات معا ضد الفساد لكنهم لم يضبطوا الفاسدين ومن يرعى الفساد حتى تاريخه.
كنت هنا لاستمتع بما سطره قلم ابدع وحروف صاغها كاتبها وفقا لما تمليه طبيعة دوس الخلابه وكأنها تقول للكاتب أين أمانة القلم فقال لقلمه أنثر حروفك هنا وكان له ما اراد
صور المكان وتجلت فكرته فأرغمنا على اناخة مطايانا بصفحته
يخونني التعبير نعم فقلم بهذه القامه لن اوفيه حقه
ولكنني اقول انت تأدي واجب عليك ولست صاحب فضل على دوس فهي مسقط رأسك ومن أنجبتك فرد الجميل
ارفع القبعه لقلم سال حبره لإظهار حقيقة دوس المنتزه ولكن تاريخها كبير منجية الملوك ومربية الصحابه ومن دعا لهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم
اكيد ستعذروني لو ترادفت كلماتي فلست أديبا ولا احمل الماجستير ولكنها هواجس وخواطر سموها ماشئتم
تحياتي
فعلاً هذه الباحه با انها تظاهي اجمل الاماكن الطبيعيه في انحاء العالم لاكتسابها جميع مكونات الجمال من طبيعه التضاريس وطبيعه الاجواء بشتى احتلافها وتتمتع بالخضره والصناعه الطليعيه من جبال وسهول واوديه تتركز فيها الزراعه بانواعها مع مسحات الضريبه التي تكتسي بها جبالها الشم خاصة مع غروب الشمس منظر لا ينسى وكل هذا يزداد جمالاً بطيبت اهلها وكرمهم وحفاوتهم بالسائح الذي يجزم بأن ذلك الكمال لا يوجد الا بباحة الاصل والنسب .. مع اطيب واجمل وارق الاماني لاخي وعزيزي عوضه