المقالات

عن النِسيان .. لو شِئتُ لاتخذتُ عليه أجرا!

 

يا للنسيان !
‏صديقنا الذي نُلحُ بالاتكاءِ عليه
‏ رغم وَهَنِ ساعده ،
‏المكانُ الأرحبُ الذي نلوذُ به
‏رغمَ ازدحامهِ بكل شيء
‏ واكتظاظهِ بكل ما أثقلنا،
‏وأوجعنا ،وأنهكَ أرواحنا،
‏نصففُ فيه المواقفَ التي صفعتنا،
‏ والكلماتَ التي اخترقتنا،
‏ والأيادي التي خذلتنا،
‏وفي نفسِ الأرففِ المأهولةِ
‏بكل الخيبات والمواجع ،
نحاول أن نُفسحَ مكانًا لمعزوفةِ الحنين
‏التي تئنُّ تحتَ ضلوعنا
‏ وتوهنُ قوانا في المُضي قُدمًا دونهم
‏ ليس لأننا نريد ذلك لكن لأنّ الايام ستمضي رغمًا عنا ولن تُعير توقف كل شيء بداخلنا أيّ اهتمام ، ‏ستجرُ خطواتنا المثقلةِ بالذكرى
‏ وتجبرنا على المسير..

‏يا للنسيان الذي يخذلنا في التخلص من عناءِ فراغِ اللحظةِ من وهجهها وحلاوتها ومرارةِ فقدها للأبد !
‏وتبًا له في كل مرةٍ لا ينصاع لهروبنا
‏من تلك التفاصيل ويمعن في ملاحقتنا وشد وثاق أيدينا بكل ما أفلتت منه !!

‏يا للنسيان حين يكون حليفًا لكل الغادرين بوفائنا، والمتسلقين على أكتافِ تضحياتنا، والناكرين لكل بصمات دعمنا
‏ وسواعد مساندتنا ،
‏يرتدون أقنعةَ التجاهل لكل تفانينا
‏ويلوون أعناقَ الاستنكار لكل بذلنا

‏ويبقى النسيانُ الغايةَ الأصعب..
‏ للذين أقامو جدار الذكريات‏ كلما أراد أن ينقض ، ولم يتخذوا عليه أجرا ..

Related Articles

One Comment

  1. لا مفر لا منجى ولا مهرب من الذاكرة ،فهي معنا في صحونا ومنامنا في لحظات الحزن ولحظة السرور هي في كلمة وصوت وعطر ومشهد وموقف هي الزمان والمكان لا انفصال لها عنا ولا فكاك لنا منها هكذا قدر الوعي قدر الإحساس بالذات بالمحيط بالآخر يجب أن يخترع العلم شيء لإنقاذنا من الذاكرة شيء يفصل مانريد نسيانه فينسيناه ،لكن هل هذه حياة ؟! إنما الحياة ذاكرة..

    شكراً أستاذة وفاء على هذا النصوص ذات الشجون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button