يكمن العديد من المخاطر التي تخفى وتتوارى عن الأنظار في بعض المنشآت السكنية المخصصة للحجاج؛ حيث تتوزع بعض تلك المخاطر بين المخاطر الإجرائية والمخاطر السلوكية والمخاطر المكانية والمخاطر الإنشائية .. ومن صفات تلك المكامن أنها متخفية ويصعب ملاحظتها أو توقعها وتظهر فجأة دون مقدمات أو إشارات ملحوظة ترتبط حدتها وخطورتها بمدى وعي القائمين على هذه المنشأة بإجراءات السلامة الوقائية الاستباقية .. فمن مكامن المخاطر الإجرائية مثلا عدم مراعاة الحجاج من ذوي الاحتياجات الخاصة عند إيوائهم في تلك المنشآت في تحديد مواقعهم المناسبة والسليمة وهي الأدوار الأرضية التي تتجلى أهميتها حال الطوارئ، حيث يمكن إتمام عملية إخلائهم سريعا وبسهولة بعكس لو كان إيواؤهم عشوائيا داخل المنشأة فهنا يتجلى ذلك المكمن ويفرض واقعه المأساوي فلا يمكن استخدام المصاعد الكهربائية ويصعب الهروب من سلالم الطوارئ .. ومن المكامن الإجرائية إسناد بعض الأعمال المتعلقة بخدمة الحجاج إلى أشخاص غير مدربين أو مؤهلين لتلك الأعمال والتي يرتبط بعضها بسلامة الحجاج فتسند لهم أعمال ومهام ذات صفات ومواقع حساسة لا يحسنون التصرف فيها ولا يملكون التدبير نتيجة لقصور وعيهم وإدراكهم فتكون النتائج مأساوية .. وهكذا الأمر في المكامن السلوكية والمتعلقة بسلوك الحاج نفسه والتي قد تسبب مخاطر عديدة، وهذه المكامن كثيرة جدا ويمكن درءها ومنعها بالتوعية المستمرة والمكثفة للحجاج داخل منشآتهم السكنية وينطبق ذلك أيضا على المكامن المكانية وهي البؤر الكامنة والمتخفية في كل مرافق المنشأة السكنية والتي يمكن أن تتسبب في حدوث الخطر .. وكذلك المكامن الإنشائية والمتعلقة بالهيكل الإنشائي للمنشأة وتتجلى بعض تلك المكامن في الصدوع الخطرة والمخفية والتي لا يمكن رصدها بسهولة .. إن جميع تلك المكامن الخطرة في المنشآت السكنية للحجاج يمكن تلافيها ومنعها بمشيئة الله عز وجل بالإجراءات الوقائية الاستباقية التي تحد من تلك المخاطر والتي سيمتد أثرها وخراجها إلى جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة بأمن وسلامة وصحة الحجاج.
مقال رائع ومن الأهمية بمكان ، هذا الذي نراه في سكن الحجاج عدم مراعاة ذوي الاحتياجات الخاضه وكبار السن والمرضى والتسكين بالطريقه العشوائيه وهذه تؤدي الى مخاطر عند حدوث اي حادث لا سمح الله .
جزاك الله خيراً وبارك فيك يا استاذ/ احمد