بقلم – فاطمة القحطاني
يقولُ لا يستجابُ دعائي!.
قلت إن عقولنا ملوثة، وأفكارنا متداخلة، ونوايانا عشوائية، لا نعرف ما نريد، صدقت، كيف يستجاب؟!.
تخيل نفسك تسأل المعلم سؤالاً، تسأل، ما هو المطلوب منك بعد السؤال؟ اذا سألت وخرجت من المكان دون أن تتلقى الإجابة لا فائدة من السؤال إن كنت لاهياً عن الإجابة ولم تعرها اهتماماً، لا فائدة من السؤال عندما تطلب وذهنك مشغول، فإنك تطلب عن غير وعي.
يقولُ لا يستجابُ دعائي!.
أظن أنك غير مستحق، وغير مهتم من الأساس.. دون شك سيتولد في داخلك شك، في الله، وفي عدله، ستكون في تكوينك مهزوزاً ضعيف الشخصية، قريباً إلى الجهل، ستظن أن أقدار الله تجري بخلاف ماتريد، وتظن أنك مهمل من المجتمع، أفكار كثيرة ستتولد لديك، ستؤثر على مشاعرك.
الرسول الكريم كان يتحنث، كان يحب صلاة الليل، لما؟، كي يتجرد من الأفكار المزعجة، كي يصفو ذهنه إلى الخالق.
ملهيات الحياة متعددة، الأفكار كثيرة، صفاء الذهن لا يتأتى بسهولة، ثمة من لهم قدرة عجيبة في مد الصِّلة بالخالق، بشكلٍ متواصل، وفروض الصلاة تساعد على تذكر الله، الصلاة توقف الرحلة مؤقتاً، تكون في حالة انتظار، لا تهتم طويلاً بالتوافه، والسخافات، والزيف.
من المؤسف أن تذهب إلى الصلاة وصلتك متعلقة بغير الله، ثم تخرج من الصلاة كما دخلت دون أي شعور بارتياح، أو وقف للأفكار المتواترة.
يقولُ لا يستجابُ دعائي!.
المتعة الحقيقية هي التواصل مع الخالق، حب الخالق، الاستئناس بالخالق، التحدث مع الخالق، اذا كان التواصل مع الخالق موجوداً، ومتواصلاً، مما تخشى بعد ذلك؟!. الخشية عندما تظن أنك متواصل وأنت غير متواصل.
استعادة الثقة مهمة، كيف؟!.
تتهيئ، تتمعن، تستعد لاستقبال الإجابة بثقة، تشرح صدرك وذهنك عندما تسأل.
يقولُ لماذا لا يستجاب لدعائي؟!.
إذن جربها من وجهة نظر علم النفس الحديث:
استرخ، أغمض عينيك، وبهدوء خذ نفساً عميقاً، مع الشهيق استشعر الأوكسجين يسير في كامل جسدك، رتب تنفسك، استشعر الأوكسجين يسير في داخلك على فترات، في رأسك، ثم عينيك، حنجرتك، قلبك، رئتيك، كليتيك، معدتك، البنكرياس، الأعضاء التناسلية، يديك، أصابع يديك، فخذيك، ركبتيك، ساقيك، قدميك، أصابع قدميك.
ومع الزفير استشعر كل ثاني أوكسيد الكربون يخرج من كامل جسدك، رتب خروجه عكسياً على فترات.
كرر المحاولة بهدوء، عشر مرات، عشرين، ثلاثين، أربعين، خمسين مرة، حتى تشعر بارتياح تام.
عندئذ ستتوقف كل الأفكار العشوائية، سيصفو ذهنك، ستكون في حالة صفاء تام، ونقاء متكامل.
في هذه الأثناء أطلق حبلاً طاقياً من نور، كالليزر، اجعله ينطلق من قلبك إلى السماء، اجعله يخترق السحب والسماوات السبع، دعه ينطلق أبعد وأبعد، اجعل هذا الشُعَاع الطاقي يكون على شكل تواصل مباشر ولحظي، متواصل مع من؟! اجعله متواصل مع الخالق مباشرةً، هنا، في هذه اللحظات يتسنى لك أن تطلب ما تريد.
هكذا تدخل جنة الأرض قبل جنة السماء.
مقال جداً جميل
مشكلتنا اننا ندعي الله ونريد الاستجابة بعد الانتهاء من الدعاء ولكننا غفلنا عن أحد وأهم شروط إجابة الدعوة وهو الالحاح بالدعاء وعدم الاستعجال بالاجابة
بارك الله فيك وجزاك خيراً عالمقال المفيد الجميل الرائع