كانت نظرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – ثاقبة وإنسانيته عالية وتطلعاته عالمية؛ حين أهدى لمكة المكرمة وقاصديها من حجاج ومعتمرين مدينة طبية بمعايير عالمية؛ فكانت لبنة انطلاقه هذه المدينة هي أن تكون “منارة الصحة في العالم”.
وجاءت مدينة الملك عبدالله الطبية؛ لتكون عالمية في قلب مكة المكرمة وبالقرب من المشاعر المقدسة تكمن في(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )؛ فالعالم كله من حيث لا تحتسب يأتي إليك في موسم إسلامي عالمي وتاريخ سنوي لا يتوقف إلى قيام الساعة، والخدمات تقدم لضيوف الرحمن على مستوى راق بأعلى مقاييس الجودة العالمية والكفاءات العلمية العربية والسعودية خريجة المدارس العالمية التي تساهم في التخفيف عن آلالام المرضى والحجاج على وجه الخصوص بأحدث التقنيات، وأمهر الأيدي التي تسهر لخدمة ضيوف الرحمن.
وعالمية الملك عبدالله – يرحمه الله – حينما وضع حجر الأساس لهذه المدينة الطبية التي تحمل اسم ملك الإنسانية؛ لتحتوي مراكزًا للرعاية الدقيقة والمتخصصة كمركز القلب والأورام والأعصاب والمراكز التخصصية الأخرى، وتُقدم هذه الخدمات لحجاج بيت الله الحرام ولغيرهم لوجه الله تعالى، فكم من حاج مريض قلب يحمل حُب الملك عبدالله في قلبه بعد أن قُدمت له أرقى الخدمات بأحدث التقنيات حتى خرج يمشي على قدميه بعد أن دخل لا يعي ماحوليه.
فقلوب الحجاج تهف دائما بالروحانية للبيت العتيق ولأداء الركن الخامس من أركان الإسلام؛ ولكن ما أن يصلوا لهذا البيت لا تلبث أفئدتهم أن تُصدع من الشوق والحب والرهبة فيقعوا فريسة أمراض القلب، والتي ينقلون على أثرها لمدينة الملك عبدالله الطبية لتلقي العلاج فيها؛ وإن لم يتمكنوا من أداء نسكهم فالمدينة العالمية تأبى أن يكون هناك حاج واحد على أسرّتها دون أن يتم نسكه؛ فتوفر قافلة لنقل الحجاج المرضى المنومين وتجهيز مقر لهم في مشعر عرفات للوقوف بها وأداء الفريضة التي أتوا من أجلها بمرافقة فريق طبي متكامل وتجهيزات طبية عالمية متنقلة وإسعافات مزودة بكل ما قد يحتاجه المريض في أرض عرفات الطيبة.
هذا غيض من فيض عالمية مدينة الملك عبدالله الطبية التي تحمل اسما عالميا، وخدمات جلية تضاهي العالمية، محفورة في قلب كل حاج حبًا وعلاجا ورعاية.